المغرب يمنع أنشطة عيد الأضحى ويغلق أسواق المواشي تجاوبًا مع التوجيهات الملكية وظرفية الأزمة

ازري بريس – محمد بنعمر
يدخل قرار منع جميع الأنشطة المرتبطة بعيد الأضحى حيز التنفيذ في المغرب اعتبارًا من يوم الأربعاء، وذلك استنادًا إلى تعليمات صارمة صادرة عن وزارة الداخلية، تقضي بإغلاق أسواق المواشي ومنع عرض الأضاحي ولوازم العيد في الفضاءات العامة. القرار يشمل جميع العمالات والأقاليم، ويأتي في سياق اقتصادي دقيق وصفته الحكومة مرارًا بـ”الحرج”، بسبب توالي سنوات الجفاف وتقلبات السوق العالمية.
وتنفيذاً لهذه التعليمات، شرعت السلطات المحلية في إغلاق الأسواق الموسمية التي كانت تُفتح خصيصًا بمناسبة العيد، كما منعت عرض المواشي في الأزقة أو قرب المحلات، مع إطلاق حملات ميدانية لتفكيك أي نقطة بيع عشوائية أو غير مرخصة.
ويأتي هذا القرار بعد أسابيع من رسالة ملكية دعا فيها الملك محمد السادس المواطنين إلى تجاوز شعيرة الأضحى هذه السنة، في التفاتة تضامنية تهدف إلى تخفيف الأعباء عن الأسر الهشة والمتضررة من غلاء المعيشة. وقد لاقت هذه الدعوة الملكية تفاعلًا إيجابيًا واسعًا، حيث ساد الشارع المغربي نوع من الهدوء والترحيب، واعتبر كثيرون أن العدول عن اقتناء الأضحية ليس تنكّرًا للشعيرة، بل تعبير عملي عن التضامن.
وفي ظل هذا التوجه، انتشرت خلال الأيام الأخيرة حملات رقمية واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تدعو إلى اعتماد بدائل رمزية للاحتفال، والتبرع بثمن الأضحية للفئات المحتاجة، في ما يُعتبر تحولًا لافتًا في الوعي الجماعي واستجابة جماعية لمعاني الحكمة والمسؤولية الاجتماعية التي حملتها الرسالة الملكية.
القرار يُعد سابقة في التاريخ الحديث للمملكة، ويعكس رغبة واضحة في التكيّف مع الظروف الاقتصادية والإنسانية، في إطار من الانسجام الوطني مع قيم التضامن والتكافل.