أزمة تسويق نخالة الحبوب تضغط على أرباب المطاحن في المغرب

ازري بريس – متابعة
يواجه أرباب المطاحن المغاربة اليوم تحديات كبيرة في تسويق نخالة الحبوب، المادة الأساسية المستخدمة في تحضير الأعلاف الحيوانية، حيث يشهد السوق فائضًا متراكمًا يقدر بين 20 و25 في المائة من الإنتاج السنوي. هذا الفائض تسبب في حالة ركود ملحوظة أدت إلى تراجع أسعار النخالة بشكل كبير من نحو 220 درهما للقنطار إلى حوالي 150 درهما.
وتشير مصادر من القطاع إلى أن تراكم كميات كبيرة من النخالة داخل المطاحن أدى إلى عرقلة نشاطها، مما يؤثر سلبًا على إنتاج الدقيق الوطني. وفي محاولة لمواجهة هذا الوضع، بدأ أرباب المطاحن حوارًا مع منتجي الأعلاف الحيوانية ومستوردي المواد الأولية، بهدف تعزيز الاعتماد على النخالة الوطنية وتقليل الاستيراد، بينما يتمسك المنتجون بالتوازن بين المنتج المحلي والمستورد.
وفي هذا السياق، أوضح رئيس الجامعة الوطنية للمطاحن أن تراجع الطلب تسبب في انخفاض أسعار النخالة من 2.30 درهما إلى 1.50 درهما للكيلوغرام الواحد، مما يضغط على ربحية المطاحن. وأضاف أن هناك جهودًا مستمرة لتحقيق تفاهمات مع منتجي الأعلاف لتصريف الفائض وضمان استمرارية الإنتاج دون توقف.
وتواجه المطاحن أيضًا تحديًا إضافيًا يتمثل في المساحات التخزينية المطلوبة للنخالة، التي تصل إنتاجيتها السنوية إلى حوالي 11 مليون قنطار، مع خطر تلف المادة سريعًا إذا لم يتم استغلالها في الوقت المناسب. لذا، يطالب القطاع بزيادة دمج النخالة الوطنية في تركيبة الأعلاف وتخفيض الاعتماد على المستوردين، شرط توفير أسعار مناسبة.
من جهة أخرى، يرى بعض مصنعي الأعلاف المركبة أن التنويع بين الأعلاف الوطنية والمستوردة ضروري، ويؤكدون وجود حوار يسعى للوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف وتحافظ على مصالح كل منها. كما يشيرون إلى أن الأسعار الوطنية للنخالة ليست بالضرورة منخفضة كما يُعتقد.
وسط هذه التحركات، يواصل مجلس المنافسة تحقيقاته حول ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن في المغرب، في إطار متابعة الوضع العام للمنافسة داخل قطاع الأعلاف الحيوانية، الذي يعدّ من القطاعات الحيوية للحفاظ على استقرار السوق الزراعي والحيواني