أخبار عامة

إعلام الجزائر الرسمي يسقط في فخ التضليل: نفق سبتة يُحوّل إلى ذريعة لاتهام المغرب

ازري بريس – محمد بنعمرو

في سقطة إعلامية جديدة، أثار التلفزيون العمومي الجزائري موجة من السخرية والانتقادات، بعد بثه لتقرير يدّعي فيه وجود “نفق سري” يربط المغرب بالجزائر يُستعمل، حسب زعمه، في تهريب المخدرات. غير أن المفارقة الصادمة تكمن في أن الصور المرافقة لهذا التقرير ليست سوى مشاهد قديمة تعود إلى واقعة جرى تداولها قبل نحو شهرين، تتعلق باكتشاف نفق صغير داخل محل تجاري مهجور بمدينة سبتة المحتلة.

الواقعة الأصلية كانت محل اهتمام وجدية من لدن السلطات الإسبانية والمغربية، حيث جرى فتح تحقيق مشترك لتحديد مدى ارتباط هذا النفق بأية أنشطة إجرامية أو ما إذا كان له امتداد داخل التراب المغربي. وقد قامت السلطات المغربية بعملية تمشيط دقيقة للمنطقة، وانتهت التحقيقات دون التوصل إلى أي أدلة تثبت استخدام النفق في أنشطة غير قانونية. ومن ثم، ظل الموضوع طي الكتمان، دون أي تغطية إعلامية من الجانبين، لغياب معطيات موثوقة تؤكد الرواية الجنائية.

في المقابل، عمد التلفزيون الجزائري إلى اجترار تلك الصور خارج سياقها، محاولًا تمرير رواية وهمية هدفها الأساسي تشويه صورة المغرب أمام الرأي العام الداخلي، في سلوك يكشف مدى تورط الإعلام العمومي الجزائري في أجندة دعائية، تخدم مصالح النظام العسكري أكثر مما تخدم المهنية الصحفية أو مصلحة المواطن.

هذه الحادثة تسلط الضوء مجددًا على الأزمة العميقة التي يعانيها الإعلام الرسمي الجزائري، والتي لم تعد تقتصر على غياب الاستقلالية، بل باتت تشمل استغلالاً مفضوحًا للمواد الإعلامية المضللة، وتحريفًا للحقائق خدمة لخطاب عدائي ممنهج ضد المغرب. وفي غياب مؤسسات رقابية حقيقية، يواصل إعلام الجزائر الرسمي الانحدار من منبر وطني إلى أداة في يد جنرالات المرادية، ترهن الحقيقة وتعبث بالوعي العام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى