أخبار عامة

إقليم الدريوش يحتفل بالذكرى العشرين للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية: محطة وفاء ومواصلة البناء التنموي

ازري بريس – عبد السلام بلغربي

في أجواء مفعمة بالفخر والاعتزاز، نظمت عمالة إقليم الدريوش يوم الإثنين 19 ماي 2025 حفلاً رسمياً بمناسبة الذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، مهندس النموذج المغربي للتنمية المستدامة.

هذا الحدث لم يكن مجرد لحظة احتفالية عابرة، بل مناسبة لتجديد الالتزام بروح المبادرة، واستعراض حصيلة عقدين من الإنجازات الميدانية التي غيرت ملامح الحياة في الإقليم، وساهمت في تعزيز مقومات العدالة الاجتماعية وتقليص الفوارق المجالية.

احتضن مقر عمالة الدريوش الحفل المركزي، بحضور عامل الإقليم السيد عبد السلام فريندو، والكاتب العام للعمالة، ورئيس قسم الشؤون الداخلية، ورؤساء المصالح الأمنية، والبرلماني عبد الله البوكيلي، ورئيس المجلس الإقليمي السيد مصطفى بن شعيب ونوابه، ورئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة الشرق محمد قدوري، إلى جانب رؤساء الجماعات الترابية وممثلي المجتمع المدني والمستفيدين من مشاريع المبادرة.

افتُتح الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلتها تحية العلم الوطني، قبل أن يقدم رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة الدريوش، السيد عبد الواحد بلعري، عرضاً مفصلاً حول ما تحقق خلال عشرين سنة من العمل الدؤوب، شمل تحسين البنية التحتية، دعم التعليم والصحة، تمكين النساء والشباب، وتنمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني من خلال دعم التعاونيات والمبادرات الذاتية.

واختُتم الحفل الرسمي بتنظيم وجبة غذاء على شرف الحضور، في أجواء جسّدت روح التضامن والتكافل، وتخللتها نقاشات بنّاءة حول مستقبل المشاريع التنموية بالإقليم.

وفي لحظة ذات رمزية تنموية قوية، انتقل الوفد الرسمي إلى جماعة دار الكبداني، حيث تم تدشين “دار الأمومة”، أحد المشاريع الممولة في إطار المبادرة، والذي يُرتقب أن يساهم في تحسين مؤشرات الصحة الإنجابية وتقليص وفيات الأمهات والأطفال، عبر توفير بيئة آمنة ومجهزة للنساء الحوامل بالمناطق القروية.

كما شهد اليوم ذاته افتتاح المعرض الإقليمي للمنتجات المحلية، الذي عرض إبداعات المستفيدين من دعم المبادرة، في مجالات الفلاحة، الصناعة التقليدية، والتعاونيات النسوية. وقد عبر عامل الإقليم، خلال جولته في أروقة المعرض، عن إعجابه بجودة المنتجات وتنوعها، مشيداً بدينامية الفاعلين المحليين، ومؤكداً على أهمية تعزيز سلاسل الإنتاج والتسويق.

يُجسّد هذا الاحتفال التزام إقليم الدريوش بالمضي قدماً على درب التنمية، وفاءً للتوجيهات الملكية السامية، وسعياً لبناء مغرب العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

لقد أثبتت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على مدى عقدين، أنها أكثر من برنامج اجتماعي؛ إنها رؤية استراتيجية تُحدث الفرق في حياة المواطن، وتجعل من التنمية فعلاً جماعياً يتقاطع فيه العمل الرسمي مع روح المسؤولية المدنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى