البناية السكنية التي انهارت ليلة الخميس – الجمعة في فاس كانت موضوع قرار بالإخلاء منذ 2018

ازري بريس – متابعة
انهارت بناية سكنية قديمة بحي الحسني بمنطقة المرينيين في مدينة فاس، ليلة الخميس – الجمعة، في حادث مأساوي خلّف تسعة قتلى وسبعة مصابين بجروح متفاوتة الخطورة، وفق ما أعلنت عنه السلطات المحلية صباح الجمعة.
البناية المنهارة، حسب مصدر مطلع، كانت تتكون من عدة طوابق وتضم واجهتين، وكانت تأوي 13 أسرة، من بينها 12 أسرة مالكة وساكن واحد في وضعية كراء.
وأوضح المصدر أن هذه البناية كانت خضعت سنة 2018 لخبرة تقنية أجراها المختبر العمومي للتجارب والدراسات (LPEE)، صنّفتها ضمن المباني التي تمثل “الدرجة الأولى من الخطورة”، ما دفع السلطات آنذاك إلى إصدار قرارات بإخلائها بتاريخ 15 نونبر من السنة نفسها.
ثماني أسر استجابت لقرار الإخلاء، بينما تمسكت خمس أسر بالبقاء داخل المبنى، على الرغم من التحذيرات والتنبيهات الرسمية المتكررة.
ومباشرة بعد الانهيار، هرعت السلطات المحلية والأمنية وفرق الوقاية المدنية إلى مكان الحادث، حيث شرعت في تنفيذ عمليات البحث والإنقاذ، إلى جانب تأمين محيط العمارة المنهارة وإجلاء سكان البنايات المجاورة كخطوة احترازية لمنع سقوط ضحايا جدد في حال وقوع انهيارات أخرى.
ولا تزال فرق الإنقاذ تواصل عمليات التمشيط تحت الأنقاض، تحسبًا لوجود ضحايا أو أشخاص محاصرين لم يتم العثور عليهم بعد.
وتم نقل المصابين إلى قسم المستعجلات بمستشفى الغساني لتلقي العلاجات الضرورية، في حين باشرت السلطات تحقيقًا دقيقًا لكشف ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات، خاصة أن البناية كانت مصنفة رسميًا ضمن المباني الآيلة للسقوط منذ سنوات، وظلت قرارات إخلائها جزئيًا دون تنفيذ كامل.