الدريوش تتحرك بحزم لمواجهة الهدر المدرسي وزواج القاصرات: اجتماع موسّع لتوحيد الجهود وتفعيل إعلان مراكش

ازري بريس – محمد بنعمرو
في خطوة عملية تؤكد التزام إقليم الدريوش بقضايا الطفولة والمرأة، احتضنت عمالة الإقليم يوم الأربعاء 28 ماي 2025، اجتماعًا رفيع المستوى خصص لمناقشة سبل التصدي لظاهرتي الهدر المدرسي وزواج القاصرات، في إطار تفعيل مضامين إعلان مراكش 2020، الذي يحظى برعاية سامية من صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم.
اللقاء ترأسه عامل الإقليم السيد عبد السلام فريندو، إلى جانب وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية السيد توفيق سوط، وبحضور الكاتب العام لعمالة الدريوش، ورؤساء الأقسام والدوائر، وقادة الأجهزة الأمنية والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية، إلى جانب مسؤولين تربويين وقضائيين وصحيين، وممثلين عن المجتمع المدني.
الاجتماع شكل محطة تقييم جماعي للإجراءات المتخذة للحد من الانقطاع المدرسي، وتفعيل اتفاقية إلزامية التعليم الأساسي، إلى جانب استعراض الخطط المتعلقة بالحد من زواج القاصرات والعنف ضد النساء والفتيات، ضمن مقاربة شاملة تراعي الجوانب الاجتماعية والتربوية والقانونية.
في هذا السياق، أكد عامل الإقليم ووكيل الملك على ضرورة تجاوز المقاربات التقليدية، مشددين على أن النتائج المسجلة رغم أهميتها لا تزال غير كافية، ما يستدعي تضافر الجهود وتنسيق السياسات العمومية وتبني استراتيجية تشاركية مبنية على الوقاية والتأطير.
وقد تخلل الاجتماع عرض قدمه رئيس مصلحة الشؤون القانونية والتواصل بالمديرية الإقليمية للتعليم، كشف من خلاله عن معطيات دقيقة حول الوضع التعليمي في الإقليم، مبرزًا التحديات التي تواجه الفتيات خاصة في الوسط القروي، ومشيدًا في الوقت ذاته بالتعاون الفعّال بين مختلف المتدخلين.
اللقاء اختتم بجملة من التوصيات العملية، من أبرزها تعميم التجارب الناجحة، تقوية الدعم الاجتماعي والتربوي، وتكثيف حملات التوعية المباشرة، بما يضمن لكل طفل وطفلة في إقليم الدريوش الحق في تعليم منصف وكامل، بعيدًا عن كل مظاهر التمييز أو الإقصاء.
هذا الاجتماع الهام يؤكد أن إقليم الدريوش ماضٍ بثبات نحو مجتمع أكثر عدلاً، تُصان فيه حقوق الطفولة وتُحاصر فيه الممارسات التي تعرقل التنمية المجتمعية.