ازري بريس : محمد بنعمر
في خطوة حازمة، أدانت الطريقة القادرية البودشيشية ما وصفته بمحاولات مفضوحة تقودها جهات جزائرية للتغلغل في المشهد الصوفي المغربي، عبر توظيف شخصيات أجنبية ذات خلفيات سياسية، معتبرةً ذلك تعديًا مرفوضًا على حرمة مؤسسة دينية مغربية أصيلة، ومسًّا برسالتها الروحية والتربوية الراسخة في وجدان الأمة.
الطريقة، التي تعد من أبرز الزوايا الصوفية بالمغرب، عبّرت عن رفضها القاطع لأي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، مشددة على تشبثها العميق بثوابتها الروحية، وانخراطها التام في البيعة الشرعية لإمارة المؤمنين، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس الذي يوليها رعاية خاصة تُجسد حرصه على صيانة المرجعية الدينية الوطنية وتعزيز قيم المواطنة والإخلاص.
وبلغة صارمة، أكدت الطريقة أن هذه المناورات لن تُثنيها عن أداء دورها الروحي والتربوي، بل ستزيدها ثباتًا في مواجهة كل محاولات التشويش، واستمرارًا في خدمة الوطن والعرش العلوي في كنف الصفاء والوحدة.
وفي صلب الواقعة، أوضحت الطريقة أنها تفاجأت برسالة من سياسية فرنسية ذات أصول جزائرية، وُجّهت إلى جهات رسمية مغربية تطالب فيها بالتدخل في مسألة دينية داخلية تتعلق بالوضع الصحي لشيخ الطريقة، جمال الدين القادري البودشيشي. هذه الرسالة، التي تم تسريبها لاحقًا على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، رأت فيها الزاوية محاولة لفرض وصاية خارجية على مؤسسة صوفية مغربية لها إشعاع وطني ودولي وتحظى بعناية ملكية خاصة.
واعتبرت الطريقة أن هذا الأسلوب “غير المسبوق” يُعدّ تدخلاً سافرًا في الشأن الديني المغربي، لا سيما وأن الملك محمد السادس كان قد أعطى توجيهاته منذ البداية لضمان الرعاية الطبية اللازمة لشيخ الزاوية، في إطار اهتمامه الموصول بأهل العلم والتصوف.
الزاوية اعتبرت أن هذا التصرف ليس معزولًا، بل يأتي ضمن تحركات سياسية وإعلامية تقودها أطراف جزائرية، تحاول ضرب استقرار المشهد الديني المغربي، والتشويش على التجربة المغربية الرائدة في إدارة الشأن الديني، خاصة بعد النجاحات التي حققتها الطريقة في أوروبا، من خلال تأسيس زوايا نشِطة وجاليات روحية تُروّج لقيم التعايش والتسامح، كما ظهر جليًا في الملتقى العالمي للتصوف الذي تحوّل إلى منصة حوارية عالمية.
وما يزيد الوضع تعقيدًا – بحسب البيان – هو سعي هذه الأطراف إلى خلق تغطية داخلية لهذه المناورات، عبر تجنيد صحفيين ومتعاونين داخل المغرب، لإضفاء مصداقية وهمية على هذه التحركات، في محاولة للنيل من وحدة الزاوية وتشويه رموزها.
ردًا على ذلك، أعلنت الطريقة عن شروعها في اتخاذ إجراءات قانونية ضد موقع إلكتروني غير مرخّص، يديره أشخاص صدرت بحقهم أحكام قضائية نهائية في قضايا تتعلق بالنصب والابتزاز، مؤكدة أنها لن تتهاون في حماية كيانها ورموزها بكل الوسائل القانونية المشروعة.
وفي ختام بيانها، عبّرت الطريقة القادرية البودشيشية عن امتنانها العميق للملك محمد السادس على رعايته المستمرة، داعية له بالحفظ والتوفيق، ولشيخها جمال الدين القادري البوتشيشي بموفور الصحة والعافية، متمسكة برسالتها في تعزيز الروح الوطنية ونشر السلام الروحي داخل الوطن وخارجه.