المغرب يعزز حضوره الثقافي والتربوي في كاتالونيا عبر برنامج تعليم اللغة العربية

ازري بريس – عبّد السلامً بلغربي
يواصل المغرب ترسيخ حضوره التربوي والثقافي بإقليم كاتالونيا الإسباني، من خلال توسيع برنامج “اللغة العربية والثقافة المغربية” (PLACM)، الذي يهدف إلى صون الهوية الوطنية لأبناء الجالية المغربية وتعزيز ارتباطهم بثقافتهم الأصلية.
وبحسب معطيات نشرتها منصة El Debate، يشهد البرنامج توسعًا ملحوظًا خلال الموسم الدراسي 2024-2025، ليشمل 122 مؤسسة تعليمية عمومية وخاصة في كاتالونيا، موزعة على 61 مؤسسة ببرشلونة، و19 بطركونة، و15 بجرندة، و11 بليريدا.
ويشرف على تنفيذ هذا البرنامج 34 أستاذًا مغربيًا موفدًا من طرف وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، مقابل 32 خلال الموسم السابق، ما يعكس تزايد الإقبال من طرف الأسر المغربية على هذا النوع من الدعم التربوي خارج الزمن المدرسي الإجباري.
البرنامج، الذي انطلق بإسبانيا سنة 1994، يُمكّن التلاميذ من أصول مغربية من تعلم اللغة العربية والتعرف على الثقافة المغربية في بيئة منفتحة، مع احترام الخصوصيات التربوية للبلد المضيف. كما يُتاح للتلاميذ الكتالونيين أو من جنسيات أخرى الانخراط فيه، في حال إبدائهم رغبة في اكتشاف الثقافة المغربية.
وتشير الوثائق الرسمية الصادرة عن إدارة التعليم بحكومة كاتالونيا إلى أن برنامج PLACM يندرج ضمن المقاربات الداعمة للتنوع الثقافي، ويهدف إلى تعزيز قيم التعايش والانفتاح داخل المؤسسات التعليمية.
ويخضع الأساتذة المغاربة المشاركون لآلية انتداب رسمية لمدة لا تقل عن أربع سنوات، ويحظون بمواكبة إدارية وتربوية تُيسر اندماجهم في المنظومة التعليمية الإسبانية، وفقًا لاتفاقية التعاون التربوي بين المغرب وإسبانيا.
ويحظى هذا البرنامج بإشادة كبيرة من طرف الجالية المغربية، نظراً لدوره المحوري في الحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية للأجيال الصاعدة، تماشياً مع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تعزيز إشعاع الثقافة المغربية بالخارج.
ومن المرتقب أن يستمر العمل بالبرنامج في المواسم المقبلة، بفضل نتائجه التربوية الإيجابية وتزايد الإقبال عليه، ومكانته ضمن الاستراتيجية الوطنية لمواكبة مغاربة العالم