–
مرة أخرى، يعود النقاش حول غياب مركب رياضي في مدينة الناظور إلى الساحة، خصوصا بعدما حقّق المغرب أخيراً حلم تنظيم كأس العالم لكرة القدم في العام 2030 مع جاريه إسبانيا والبرتغال، وما واكب ذالك من مراهنة على جعل هذا الحلم فرصة لتطوير بنيته التحتية .
ويتركز الحديث في الشارع الناظوري هذه الايام عن المدن الرئيسية التي تتوفر على ملاعب وما يحدث فيها من مشاريع للبنى التحتية او استثمارات متنوعة وقضايا عقارية..مع استثناء الناظور من هذه الملاعب وهذه المشاريع.
الاصدقاء يتحدثون عن نوع من التمييز يعيشه الاقليم..ويتهمون الجهات المختصة باقصاء المدينة من مثل هذه المشاريع!!
لكن الاصدقاء نسوا او تناسوا أن المدن التي تملك مركبات رياضية ومشاريع مشابهة لم تصل إلى ذلك بضربة حظ، ولا بدعاء الأولياء والصالحين، وإنما بجهد أبنائها ونضالاتهم واجتهاد ممثليهم ونوابهم وباتفاقهم -رغم بعض الخلاقات – على قاسم مشترك للنهوض والارتقاء بمدنهم.
و أن المدن التي لا تملك هذه الملاعب والتي مشاريعها في الحضيض مثل الناظور لم تصل إلى هذا الوضع المحزن بسبب لعنة تاريخية لحقت بها أو خطيئة ارتكبتها، أو بسبب الاستثناء او الاقصاء الذي يقول به البعض، وإنما بالكسل و بالعجز الذي استولى على أبنائها ، وبالرضوخ والتكيف مع الحالة المزرية التي تعيشها هذه الاقاليم..
وبين المدن التي مشاريعها في السماء والتي مشاريعها في الحضيض مسافات صنعها في الحالة الأولى النضال والوعي والشعور بالمسئولية، والإرادة في التغيير..
وصنعها في الحالة الثانية الكسل والسكون وغياب الرؤية الواعية وانعدام الإحساس بالمسؤولية، فضلاً عن تراكم رصيد من الخلاقات بين ابنائها والحادة حيناً والهادئة أحياناً والتي تبدو غير قابلة للتسوية أو حتى للنقاش الموضوعي الذي من شأنه أن يرقى بالمدينة الى الافضل ، أو على الأقل الى العمل المشترك والخروج بالمدن إياها من الحضيض الذي سكنها..
خلاصة الحكاية..
التباكي ودموع الهزيمة و خزي التقاعس عن النضال..يلاحقنا و يلازمنا.
وعلينا أن نعترف .. أن هناك تقصيرًا كبيرًا من الجميع ولا استثني منا احدا..