أخبار عامة

تحولات دبلوماسية تعزز موقف المغرب في قضية الصحراء وسط تغيرات بارزة في جنوب إفريقيا وأوروبا

ازري بريس – متابعة

شهد ملف الصحراء المغربية في الأيام القليلة الماضية تطورين دبلوماسيين بارزين، رسّخا الزخم الدولي المتنامي حول مبادرة الحكم الذاتي كحلّ جاد وواقعي للنزاع. فقد أعلن جاكوب زوما، الرئيس الأسبق لجنوب إفريقيا، خلال زيارته إلى المغرب يوم الثلاثاء، عن دعم حزبه المعارض «أومكونتو ويسيزوي» (رمح الأمة) للموقف المغربي، مشيداً بعدالة قضية المملكة ومشروعها للحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية.

هذا التحول في جنوب إفريقيا يحمل دلالات استراتيجية، بالنظر إلى رمزية هذا البلد باعتباره أحد أبرز الداعمين التاريخيين لأطروحة الانفصال. وقد سبق لحزب “التحالف الديمقراطي”، الذي يُعد القوة السياسية الثانية في البلاد، أن عبّر بدوره عن دعمه للمبادرة المغربية، ما يؤشر إلى تحول نوعي داخل الطيف السياسي الجنوب إفريقي، مقابل استمرار حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في التشبث بمواقفه التقليدية، رغم تصاعد الدعوات داخله لمراجعة الموقف من قضية الصحراء.

وبالتوازي، عززت البرتغال من دعمها الصريح للمغرب، حيث جاء في إعلان مشترك بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره البرتغالي باولو رانجيل، أن مبادرة الحكم الذاتي تشكل “الأساس الجاد والواقعي وذي المصداقية” من أجل تسوية نهائية للنزاع. ويأتي هذا الموقف الجديد من لشبونة بعد خطوات مماثلة اتخذتها دول أوروبية وازنة مثل إسبانيا، ألمانيا، وفرنسا، ما يكرّس عزلة الأطروحة الانفصالية على المستوى الأوروبي والدولي.

وفي الداخل الجنوب إفريقي، لا يمكن فصل هذه التحولات عن الأزمة السياسية التي تعصف بالتحالف الحكومي، حيث تصاعدت التوترات بين مكوناته منذ العام الماضي، خاصة بعد إقالة وزير التجارة المنتمي إلى “التحالف الديمقراطي”، مما أدى إلى انسحاب هذا الأخير من الحوار الوطني. كما تعززت التكهنات بشأن احتمال انهيار الحكومة والدعوة إلى انتخابات مبكرة، في وقت تعيش فيه بريتوريا دينامية سياسية متسارعة قد تفرز واقعاً جديداً بشأن علاقتها بقضية الصحراء.

بهذه المعطيات، يبدو أن الموقف المغربي يواصل اكتساب مزيد من الدعم والشرعية، سواء من جنوب إفريقيا التي طالما كانت في الضفة المقابلة، أو من دول أوروبية مؤثرة، ما يعزز موقع الرباط في الدفاع عن وحدتها الترابية ضمن رؤية واقعية قائمة على الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى