اقتصاد

تراجع حقينة نهر ملوية يُنذر بأزمة مائية في الناظور وسط استمرار موجات الحر

ازري بريس – محمد بنعمر

في ظل تواصل موجات الحر الشديد خلال فترة “الصمايم”، خصوصاً في المناطق الشرقية والداخلية من المغرب، تتفاقم أزمة المياه بسبب الانخفاض المتواصل في منسوب السدود والموارد السطحية، ما يعمّق مؤشرات الإجهاد المائي، خاصة في المناطق التي تعتمد بشكل مباشر على أحواض مائية بعينها، مثل إقليم الناظور الذي يستفيد من نهر ملوية.

وحسب آخر المعطيات الرسمية إلى غاية اليوم الأحد، فقد بلغت نسبة الملء الإجمالية لسدود المملكة 35,39 في المائة، بما يعادل 5.931,66 مليون متر مكعب من المياه، من أصل حجم تخزين عادي يناهز 16.762,51 مليون متر مكعب، وهو ما يعكس منحىً تنازلياً واضحاً في احتياطي الموارد المائية.

ويُسجل حوض نهر ملوية، الممتد عبر عدد من أقاليم الجهة الشرقية، تراجعاً مقلقاً في نسبة الملء، التي لم تتجاوز 29,06 في المائة، ليكون ضمن أربع أحواض فقط على المستوى الوطني تقلّ نسبة ملئها عن 30 في المائة، إلى جانب أحواض أم الربيع، سوس ماسة، ودرعة – واد نون، ما يضعه في خانة المناطق المعرضة لخطر العطش خلال الأشهر المقبلة.

هذا التراجع يثير مخاوف حقيقية في الناظور والمناطق المجاورة، التي تعتمد بشكل كبير على مياه نهر ملوية في تلبية حاجياتها اليومية من الماء الصالح للشرب، وكذا في تغذية الأنشطة الفلاحية التي تشكل مورداً اقتصادياً أساسياً في الإقليم.

ورغم تسجيل تحسّن طفيف مقارنة بالسنة الماضية، بزيادة حوالي 6,76 نقاط في نسبة الملء على الصعيد الوطني، نتيجة التساقطات الربيعية الأخيرة، فإن الوضع لا يزال هشاً، مع استمرار درجات الحرارة المرتفعة التي تسرّع من تبخر المياه وتزيد من الطلب عليها.

ويحذر متتبعو الشأن المائي من أن استمرار هذا التراجع، دون اتخاذ إجراءات استعجالية، قد يؤدي إلى تفاقم الوضع في عدد من المناطق القروية والحضرية، خصوصاً في ظل محدودية الحلول البديلة وغياب موارد مائية قريبة كافية لتغطية الحاجيات الأساسية.

وفي هذا السياق، تبرز ضرورة تسريع إنجاز مشاريع الربط المائي، وتعزيز تقنيات ترشيد الاستهلاك، خاصة في ما يتعلق بري الأراضي الفلاحية، للحد من الضغط على الموارد المائية المتوفرة وضمان استدامتها في وجه التقلبات المناخية المتزايدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى