تراجع طفيف في معدل البطالة وارتفاع في “الشغل الناقص” بالمغرب رغم خلق آلاف مناصب العمل

ازري بريس – محمد بنعمرو
كشفت المندوبية السامية للتخطيط أن المغرب عرف تراجعًا طفيفًا في معدل البطالة خلال الفصل الأول من سنة 2025، حيث انخفض عدد العاطلين عن العمل بـ15.000 شخص ليبلغ إجمالًا 1.630.000 على المستوى الوطني، بفضل انخفاض البطالة بـ40.000 شخص في المدن، رغم ارتفاعها بـ25.000 في القرى.
وسجّل معدل البطالة تراجعًا من 13,7% إلى 13,3%، حيث انخفض في الوسط الحضري من 17,6% إلى 16,6%، بينما ارتفع في الوسط القروي من 6,8% إلى 7,3%. غير أن هذه المعدلات تظل مرتفعة بشكل مقلق في صفوف الشباب المتراوحة أعمارهم بين 15 و24 سنة بنسبة 37,7%، والنساء بـ19,9%، وحاملي الشهادات بـ19,4%.
ورغم هذا الانخفاض النسبي، يشير التقرير إلى استمرار التحديات في سوق الشغل، حيث تم تسجيل ارتفاع ملحوظ في “الشغل الناقص”، إذ ارتفع عدد المشتغلين في وضعية هشّة من 1.069.000 إلى 1.254.000، ما يمثل ارتفاعًا في المعدل من 10,3% إلى 11,8% على المستوى الوطني، وخصوصًا في القرى التي بلغ فيها 14,8%.
وبالنسبة لمناصب الشغل، فقد أحدث الاقتصاد الوطني ما مجموعه 282.000 فرصة عمل بين الفصل الأول من 2024 ونظيره من 2025، منها 285.000 بالوسط الحضري، مقابل فقدان 3.000 منصب بالوسط القروي. وتركزت مناصب الشغل الجديدة في الوظائف المؤدى عنها بـ319.000، مقابل فقدان 37.000 وظيفة غير مؤدى عنها.
على مستوى القطاعات، ساهم قطاع الخدمات بالنصيب الأكبر بـ216.000 منصب شغل جديد، متبوعًا بالصناعة بـ83.000، ثم البناء والأشغال العمومية بـ52.000. أما قطاع الفلاحة والغابة والصيد فقد فقد 72.000 منصب.
جهويًا، تستأثر خمس جهات بـ70% من مجموع العاطلين، على رأسها جهة الدار البيضاء-سطات بـ23%، ثم فاس-مكناس (13,2%)، وجهة الشرق (12,2%)، والرباط-سلا-القنيطرة (11,9%)، وجهة طنجة-تطوان-الحسيمة (9,8%). وسجلت أعلى معدلات البطالة بجهة الشرق (25,2%) وجهات الجنوب (23,8%)، فيما سُجّلت أدناها بدرعة-تافيلالت (8%) ومراكش-آسفي (8,9%).
ويعكس هذا التقرير استمرار التحديات المرتبطة بجودة التشغيل، وتفاوتات مجالية صارخة، رغم الجهود المبذولة لخلق مناصب الشغل.