تفكيك شبكة تهريب بشر تنشط بين المغرب ومليلية: 13 موقوفاً و550 ألف يورو من الأرباح

ازري بريس – محمد بنعمر
أعلنت الشرطة الوطنية الإسبانية، بتعاون وثيق مع جهاز المراقبة الجمركية التابع لوكالة الضرائب، عن تفكيك شبكة إجرامية متخصصة في تهريب البشر بين المغرب ومليلية، وذلك في إطار عملية نوعية استغرقت أكثر من عام وأسفرت عن توقيف 13 شخصاً.
العملية، التي ما تزال مفتوحة، كشفت عن نشاط إجرامي منظم استغل قوارب ترفيهية صغيرة وأخرى كبيرة تُعرف بـ”القوارب الأم”، لتهريب ما لا يقل عن 45 شخصاً مقابل مبالغ تتراوح بين 12.000 و13.000 يورو للفرد، محققاً أرباحاً ناهزت 550.000 يورو.
وحسب بيان أمني، انطلقت التحقيقات في مارس 2024 بعد التوصل بمعلومات دقيقة عن وجود شبكة تهريب مقرها مدينة مليلية. وقد تأكد للمحققين أن الشبكة تعتمد بنية تنظيمية هرمية من أربعة مستويات، يتصدرها المنظمون الرئيسيون، يليهم المسؤولون عن الخدمات اللوجستية، ثم قائدو القوارب، وأخيراً أشخاص وهميون تُسجل القوارب بأسمائهم في ما يُعرف بظاهرة “التستافير”، لتضليل التحقيقات وحماية المتورطين الحقيقيين.
واعتمدت الشبكة أساليب متنوعة للتهريب، من بينها حرق القوارب فور الوصول إلى السواحل الإسبانية لإخفاء الأدلة، أو إبلاغ فرق الإنقاذ البحري بوجود مهاجرين في عرض البحر لتسهيل دخولهم، كما جرى في حالات على سواحل موتريل وكابو دي غاتا، حيث تم إنزال المهاجرين في مجموعات صغيرة لتفادي رصدهم.
كما تم توثيق عملية “بيتاكيو”، وهي تزويد القوارب الأم بالوقود والمؤن في عرض البحر، لضمان استمرارية الرحلات. وخلال إحدى العمليات، تم توقيف عنصرين من الشبكة في الجانب المغربي، ما يعكس امتداد الشبكة عبر الضفتين.
الاعتقالات جرت أساساً في مليلية (11 شخصاً)، ومالقة (2)، إلى جانب حجز عدد من الهواتف المحمولة التي تخضع حالياً للتحليل لتعميق التحقيق.
وتشرف المحكمة الابتدائية والتحقيقية رقم 4 بمليلية على الملف، وسط توقعات بالكشف عن متورطين آخرين خلال الأيام المقبلة، في واحدة من أكبر عمليات تفكيك شبكات تهريب البشر على محور المغرب – إسبانيا.