تفكيك شبكة للاتجار في البشر.. توقيف “زعيمة الدعارة” بعد فرار طويل بين طنجة والعرائش

ازري بريس – متابعة

أحالت الفرقة الولائية للاستخبارات الجنائية والدعم التقني للأبحاث، التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة فاس، أمس الثلاثاء، على أنظار الوكيل العام للملك بالمدينة، زعيمة شبكة إجرامية متورطة في الاتجار بالبشر وتنظيم الدعارة، وذلك بعد توقيفها بمدينة العرائش عقب فرار استمر لعدة أشهر.

ووفق مصادر مطلعة، فإن المتهمة الرئيسية كانت موضوع مذكرة بحث وطنية منذ تفكيك الشبكة التي كانت تتزعمها إلى جانب شريكتها التي سبق تقديمها إلى العدالة رفقة عدد من المتهمين الآخرين.

وتعود تفاصيل القضية إلى تحريات باشرتها مصالح الشرطة القضائية بفاس حول منشورات إعلانية تقدم خدمات جنسية تحت غطاء محلات “SPA”، تم الترويج لها عبر الموقع الإلكتروني “AfriBaba”. هذه الأبحاث قادت إلى تحديد محل تجاري بمدينة فاس يمارس أنشطة مشبوهة، لتسفر المداهمة الأمنية عن توقيف عدد من المتورطين داخل المحل، من بينهم نساء ورجال تم ضبطهم في حالة تلبس.

وشملت العملية توقيف المسيرة الرئيسية للمحل وشريكتها في الشبكة إلى جانب عدة فتيات كن يشتغلن فيه، بينما ظلت المتهمة الرئيسية في حالة فرار إلى أن تم اعتقالها يوم 16 يونيو الجاري من طرف مصالح الأمن بمدينة العرائش، ليتم نقلها إلى فاس ووضعها تحت تدابير الحراسة النظرية.

وخلال التحقيقات، اعترفت المتهمة بأنها أنشأت شركة صورية بشراكة مع إحدى السيدات، وقامت بكراء محل بعمارة سكنية وسط فاس مقابل 5000 درهم شهريًا. وأوضحت أن المحل تم إعداده بشكل احترافي ليظهر كصالون نسائي بينما خُصص الجزء السفلي منه لممارسة الدعارة عبر تقسيمه إلى غرف تدليك وحمام سري، بتكلفة إجمالية بلغت حوالي 130 ألف درهم.

المعنية بالأمر أقرت كذلك باستقطاب فتيات في وضعيات اجتماعية هشة، أغلبهن عاطلات عن العمل أو مسؤولات عن إعالة أسرهن، مستغلة حاجتهن الملحة للمال للزج بهن في هذا النشاط الإجرامي. وأكدت أنهن كن مجبرات على المكوث في المحل طوال اليوم، مع توفير وجبات الأكل داخله، خشية مغادرته أثناء قدوم الزبائن.

وكشفت التحقيقات أيضًا أن النشاط كان يُدار بشكل منظم وباتفاق مباشر مع شريكتها، حيث عملتا على تهيئة المكان ليصبح وكرا سريًا مغلقًا، يسهل التحكم فيه بعيدًا عن الأنظار، وسط حي سكني يوفر شروطًا مناسبة لإخفاء النشاط الحقيقي خلف واجهة قانونية.

القضية أثارت صدى واسعًا بالنظر إلى خطورتها وارتباطها بالاتجار في البشر، في وقت تتواصل فيه التحقيقات للكشف عن جميع الامتدادات والشركاء المحتملين في هذه الشبكة.