أخبار عامة

جدل في إسبانيا بعد إزالة الأعلام من جزيرتي “تيرا” و”مار” قرب الحسيمة

ازري بريس – متابعة

أثار قرار مفاجئ بإزالة الأعلام الإسبانية من جزيرتي “تيرا” و”مار”، الواقعتين قبالة سواحل مدينة الحسيمة شمال المغرب، حالة من الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية بإسبانيا، وسط غياب أي توضيح رسمي من الحكومة الإسبانية بشأن خلفيات هذا الإجراء.

وتُعد الجزيرتان غير المأهولتين جزءًا مما تُطلق عليه مدريد “الثغور السيادية الصغرى”، وتخضعان للسيطرة الإسبانية منذ القرن السابع عشر، رغم قربهما الجغرافي من الساحل المغربي. وأفادت مصادر ملاحية، شاركت مؤخرًا في سباق بحري بالمنطقة، أن الأعلام كانت مرفوعة على الجزيرتين حتى أيام قليلة قبل قرار الإزالة.

صحيفة “الفارو دي مليلية” كانت أول من كشف عن الخطوة، موضحة أن وزارة الدفاع الإسبانية هي من أمر بسحب الأعلام، دون تقديم أي تبرير رسمي أو توضيح للرأي العام.

وتزامن هذا التطور مع تصاعد التوتر في العلاقات المغربية الإسبانية، خاصة بعد استضافة حزب الشعب الإسباني، الممثل للمعارضة اليمينية، لمندوب جبهة البوليساريو ضمن إحدى فعالياته. وجاء الرد المغربي بإغلاق المعابر التجارية المؤدية إلى سبتة ومليلية، إضافة إلى تصاعد الخطاب السياسي داخل المغرب بشأن ملف “الثغور المحتلة”، بما يشمل سبتة ومليلية وجزيرة بيريخيل.

وتعددت القراءات حول مغزى هذه الخطوة، إذ اعتبرها البعض “إشارة تهدئة” من الجانب الإسباني في ظل احتدام التوتر مع الرباط، بينما رأى آخرون أنها مجرد إجراء داخلي روتيني لا يحمل بالضرورة أبعادًا سياسية.

في المقابل، أشارت بعض المنابر الإعلامية الإسبانية المقربة من الحكومة إلى أن الخطوة “استباقية”، وتهدف لتخفيف الضغط المغربي المتنامي على المناطق التي لا تزال خاضعة للسيطرة الإسبانية في شمال إفريقيا.

ولم يصدر حتى الآن أي رد فعل رسمي من الجانب المغربي، ما يُبقي الغموض سيد الموقف بشأن ما إذا كانت هذه الإزالة مؤشراً على تغيير في المقاربة الإسبانية تجاه أحد أكثر الملفات حساسية في علاقاتها مع الرباط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى