حصيلة جديدة لإنجاز السدود التلية بالمغرب: 35 مشروعا في طور البناء لتعزيز الأمن المائي بالعالم القروي

ازري بريس – عبّد السلام بلغربي
كشف نزار بركة، وزير التجهيز والماء، عن مستجدات تقدم إنجاز السدود التلية ضمن الاتفاقية الإطار الرامية إلى تنفيذ مشاريع مائية في إطار الجهوية اللامركزية. وأفاد الوزير أن عدد السدود الصغيرة التي توجد حاليا في طور الإنجاز بلغ 35 سدا، بطاقة استيعابية إجمالية تقدر بـ75.02 مليون متر مكعب.
وأورد بركة، في جواب كتابي وجهه إلى النائب البرلماني عن الفريق الحركي محمد هيشامي، حول تسريع وتيرة بناء السدود التلية لمواجهة أزمة المياه بالمناطق القروية، أن 10 سدود تم ترميمها بسعة إجمالية وصلت إلى 4.41 ملايين متر مكعب، في وقت تتواصل فيه أشغال بناء 27 سدا من طرف الوكالات الجهوية لتنفيذ المشاريع، بإجمالي سعة تصل إلى 66.22 مليون متر مكعب.
كما أشار إلى أن وزارة التجهيز والماء، بتنسيق مع وزارة الداخلية، تشرف على إنجاز 8 سدود إضافية بسعة تناهز 8.8 ملايين متر مكعب، فيما تمت برمجة 12 سدا جديدا في إطار الشراكة ذاتها، ستبلغ سعتها الإجمالية 6.12 ملايين متر مكعب، وذلك في إطار المرحلة الأولى من تنفيذ البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020–2027.
برنامج جديد للفترة 2025–2027
وأكد الوزير أن وزارته تعمل حاليا، بالتنسيق مع لجنة مختصة، على إعداد برنامج جديد لإنجاز سدود صغرى للفترة الممتدة ما بين 2025 و2027. وأوضح أن هذه اللجنة تتابع تقييم سير البرنامج الحالي، كما تعكف على تحديد لائحة المشاريع المقبلة، استنادا إلى مقترحات اللجان الجهوية التي يرأسها الولاة، والتي تقوم بدورها برصد الحاجيات المحلية والمجالية.
سدود لمواجهة التغيرات المناخية
وفي معرض تشخيصه للواقع المائي الوطني، أشار بركة إلى أن المغرب، نظرا لموقعه الجغرافي، يواجه تحديات كبيرة على مستوى محدودية الموارد المائية، وتفاوت توزيعها زمنيا ومجاليا، فضلا عن تأثرها المتزايد بالتغيرات المناخية.
وشدد على أن السدود التلية تكتسي أهمية استراتيجية ضمن سياسة التنمية المستدامة بالعالم القروي، موضحا أنها تتيح تخزين المياه وتوزيعها بفعالية وفق حاجيات المناطق، بما يسهم في تعزيز الأمن المائي ويدعم الأنشطة الزراعية المحلية.
أدوار اقتصادية وبيئية متنوعة
وأوضح الوزير أن هذه البنيات التحتية تساعد في تأمين مياه الري للمساحات الزراعية، مما ينعكس إيجابًا على الإنتاجية وتحسين استغلال الأراضي، إلى جانب دورها في التخفيف من آثار الجفاف، عبر توفير موارد مائية محلية لفائدة القرويين والمزارعين.
كما أبرز أن السدود الصغرى تساهم أيضًا في خلق نظم بيئية جديدة تعزز التنوع البيولوجي والحياة البرية، مشيرًا إلى أثرها المباشر في تحسين ظروف عيش ساكنة العالم القروي، على المستويات الصحية والاجتماعية والبيئية.