حملات أمنية مكثفةلمحاصرة فوضى الدراجات النارية المعدلة

ازري بريس – محمد بنعمر
قادت مصالح ولاية أمن طنجة ليلة استثنائية من العمليات الأمنية المكثفة، استهدفت بشكل دقيق الدراجات النارية المعدلة التي أصبحت تهدد سلامة المواطنين وتزعزع السكينة العامة في شوارع المدينة، وسط دعوات متزايدة لإجراءات أكثر صرامة لكبح جماح هذا النزيف المروري.
مشاركة أمنية واسعة وتدخلات ميدانية دقيقة
ووفق مصدر أمني، فقد امتدت الحملة إلى غاية الساعات الأولى من صباح الإثنين، بمشاركة واسعة من شرطة المرور، فرق الأبحاث التابعة للشرطة القضائية، شرطة النجدة، بالإضافة إلى وحدات متنقلة من مختلف التخصصات الأمنية. وتركزت الحملة على الدراجات النارية المخالفة، خصوصًا تلك التي خضعت لتعديلات غير قانونية تمس المحركات بهدف الاستعراض أو مضاعفة السرعة.
شوارع طنجة تتحول إلى ساحات ضبط للمخالفين
استهدفت التدخلات عدداً من المحاور الرئيسية التي تعرف عادة نشاطاً كثيفاً لهذه الدراجات خلال الليل، وأسفرت عن توقيف عدد من السائقين المخالفين، وحجز دراجاتهم ونقلها إلى المحجز البلدي، في انتظار استكمال الإجراءات القانونية بحقهم.
أرقام مقلقة: آلاف المخالفات ومئات الدراجات المحجوزة
وتأتي هذه الحملة ضمن سلسلة من التدخلات المتواصلة التي تنفذها ولاية أمن طنجة في إطار الحد من حوادث السير المرتبطة بالدراجات النارية. وتشير المعطيات الرسمية إلى تسجيل ما يقارب 90 مخالفة يوميًا داخل المدينة، فيما تم خلال الأشهر الثلاثة الماضية رصد 4.176 مخالفة مرورية تتعلق بهذه المركبات، إلى جانب حجز 317 دراجة، وإحالة 90 حالة سياقة استعراضية خطرة على أنظار النيابة العامة.
قاصرون في سباقات ليلية خطيرة
وشدد المصدر الأمني على أن الظاهرة تكتسي طابعًا أكثر خطورة حينما يتعلق الأمر بقاصرين، يتعمدون الإفلات من قبضة الشرطة ويقودون دراجاتهم بسرعة جنونية وسط الأزقة المكتظة، ما يجعل المدينة تتحول ليلاً إلى ما يشبه “حلبة سباق غير معلن”.
قلق متواصل ومطالب بتدخلات هيكلية
ورغم تكرار الحملات، ما تزال فوضى الدراجات النارية تمثل مصدر قلق متنامٍ لدى سكان طنجة، خصوصًا مع تزايد الحوادث المميتة والإصابات الخطيرة المرتبطة بها. ويرى مراقبون أن الحل يتطلب تكثيف الرقابة وتقييد أنشطة محلات كراء الدراجات التي تخرق القوانين، خاصة بتوفيرها لقاصرين ودون التحقق من رخص السياقة.
في انتظار حلول حاسمة
وبينما تتواصل الحملات الأمنية، يبقى الشارع الطنجي في حالة ترقب، أملاً في تحركات أكثر نجاعة تحد من هذه الممارسات الخطيرة، وتعيد الطمأنينة إلى فضاء المدينة ليلاً.