أخبار عامة

دار الكبداني… بلدة تنتظر إقلاعًا تنمويًا يعكس تطلعات سكانها وطاقات جاليتها

ازري بريس : عبد السلام بلغربي

تعيش بلدة دار الكبداني، التابعة لإقليم الدريوش، على وقع مطالب متزايدة بإطلاق إقلاع تنموي حقيقي وشامل، يعيد رسم ملامح البلدة اقتصاديًا واجتماعيًا، خاصة في ظل ما تزخر به من إمكانيات بشرية وطبيعية، وما تعرفه من توافد متزايد للجالية المغربية المقيمة بالخارج، خصوصًا خلال العطل والمواسم الصيفية.

ورغم المؤهلات التي تتوفر عليها المنطقة، فإن دار الكبداني ما تزال تعاني من ضعف واضح في البنيات التحتية، سواء على مستوى الطرق، أو شبكات الصرف الصحي، أو التجهيزات الأساسية، ما يحدّ من جاذبيتها الاستثمارية ويُقلّص من فرص الاستفادة من طاقاتها الكامنة، سواء في الفلاحة أو السياحة الجبلية والشاطئية، خاصة أن البلدة تطل على شواطئ ساحرة مثل شاطئ “تيزي”، وتحيط بها مناظر طبيعية خلابة تؤهلها لتكون قبلة سياحية واعدة في المنطقة.

في الوقت ذاته، يرى عدد من أبناء البلدة، سواء المقيمين بها أو المنحدرين منها والمقيمين بالخارج، أن الوقت قد حان لبلورة رؤية تنموية حقيقية، تستثمر في الإنسان والمجال، وتراعي حاجيات الساكنة المحلية، وتواكب أيضًا حجم التطلعات التي تراكمت بفعل الانتظارات الطويلة.

وتُجمع فعاليات محلية على أن الجالية المغربية المقيمة بالخارج، التي تضخ مبالغ مالية مهمة سنويًا في الاقتصاد المحلي عبر التحويلات والبناء والاستهلاك، يمكن أن تتحول إلى رافعة قوية للتنمية بالمنطقة، إذا ما تم إشراكها بشكل فعلي في تصور وتنفيذ مشاريع مهيكلة ومندمجة، تخلق فرص شغل وتنعش الدورة الاقتصادية.

كما يشدد فاعلون جمعويون واقتصاديون على ضرورة تدخل الجهات المسؤولة، من سلطات محلية ومجالس منتخبة، من أجل بلورة برامج تنموية واضحة، تتضمن مشاريع مدرة للدخل، وتأهيل المراكز الصحية والتعليمية، وتحسين جاذبية الفضاء العام، بما يُمكّن دار الكبداني من تجاوز واقع التهميش، والانخراط في دينامية التنمية التي تعرفها جهات أخرى.

ويبقى أمل الساكنة معلّقًا على تحرك جاد ومسؤول، يُنهي سنوات من الركود التنموي، ويجعل من البلدة نموذجًا للنهضة المحلية المبنية على الشراكة بين الدولة والمجتمع والجالية، من أجل مستقبل أفضل لأبناء دار الكبداني، ولزوارها الباحثين عن الهدوء والطبيعة والجمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى