أخبار عامة

دراسة علمية تكشف تلوثاً مقلقاً للمياه الجوفية بسهل أنكاد ونواحي وجدة

آزري بريس- متابعة

كشفت دراسة حديثة أعدها فريق بحث من جامعة محمد الأول بوجدة، ونُشرت في المجلة العلمية الدولية Scientific Reports، عن مؤشرات مقلقة تتعلق بجودة المياه الجوفية في سهل أنكاد والمناطق المحيطة بمدينة وجدة.

اعتمدت الدراسة على مؤشر تلوث المياه الجوفية (PIG) وفحوصات ميكروبيولوجية شملت 90 عينة جُمعت خلال موسمي 2023 (الرطب والجاف). وأظهرت النتائج أن أكثر من 80% من العينات تجاوزت الحدود الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية لبعض الأيونات، كما تبين أن نسبة كبيرة منها ملوثة ببكتيريا القولون الكلية والبرازية، ما يجعلها غير صالحة للشرب دون معالجة.

سجلت العينات نسباً مرتفعة من المواد الصلبة الذائبة (TDS) والكلوريد والصوديوم، فيما تجاوزت مستويات النترات الحد المسموح به في نحو نصف العينات، خاصة في المناطق الجنوبية وحول مدينة وجدة. وحددت الدراسة بؤر التلوث في مناطق متعددة، من بينها نواحي وجدة وبالقرب من بني درار.

قارنت الدراسة نتائجها مع أبحاث سابقة أجريت في دول أخرى، إضافة إلى دراسة مماثلة في منطقة سيدي سليمان، لتخلص إلى أن مؤشر التلوث آخذ في الارتفاع، ويرتبط أساساً بالاستخدام المكثف للأسمدة الكيماوية وتسرب الملوثات من شبكات الصرف الصحي غير المؤهلة.

وحذرت النتائج من استمرار الوضع الحالي، الذي قد يفاقم المخاطر الصحية ويزيد الضغط على الموارد المائية الجوفية التي يعتمد عليها سكان المنطقة بشكل كبير. وشدد الباحثون على ضرورة التعامل مع هذه المعطيات كإشارة إنذار مبكر لوضع خطط عاجلة تدمج البحث العلمي بالسياسات العمومية لحماية الموارد المائية.

وأوصت الدراسة بالتدخل الفوري عبر معالجة المياه قبل الاستهلاك باستخدام التطهير أو التعقيم، وإجراء مراقبة مستمرة لجودتها طوال العام، مع تقليص الاعتماد على الأسمدة والمبيدات الكيميائية واعتماد أساليب الزراعة المستدامة. كما دعت إلى إصلاح وتوسيع شبكات الصرف الصحي لتشمل كافة التجمعات السكانية، وتقنين استخراج المياه الجوفية، ودراسة مشاريع تغذية اصطناعية للفرشات المائية، إلى جانب إطلاق برامج توعية وتكوين للفلاحين والسكان حول مخاطر التلوث المائي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى