ذكرى أنوال 104 بالدريوش: وفاء للذاكرة وتكريم لرموز المقاومة في أجواء وطنية خالصة
أزري بريس – عبد السلام بلغربي
في مشهد يفيض بالروح الوطنية والوفاء للتاريخ، احتضنت عمالة إقليم الدريوش يوم الإثنين 21 يوليوز 2025 مراسيم تخليد الذكرى الـ104 لمعركة أنوال المجيدة، بتنظيم من المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وبحضور رسمي وشعبي وازن.
الاحتفال، الذي اتخذ طابعاً وطنياً مميزاً، عرف مشاركة المندوب السامي مصطفى الكثيري، إلى جانب عامل إقليم الدريوش عبد السلام فريندو، وشخصيات مدنية وعسكرية ومنتخبين، فضلاً عن أبناء وأحفاد المقاومين، في لحظة استحضار جماعي لتضحيات أبطال معركة أنوال بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي، التي شكلت محطة حاسمة في مسار التحرر الوطني.
في كلمته بالمناسبة، شدد السيد الكثيري على أن معركة أنوال ليست فقط ملحمة بطولية في تاريخ المغرب، بل هي أيضاً تعبير عن القيم الخالدة للكرامة والحرية، مشيراً إلى ضرورة ترسيخ هذا الوعي التاريخي لدى الأجيال الصاعدة عبر مراكز الذاكرة وأبحاث المقاومة، حتى تظل رسالة النضال الوطني حية في وجدان الشعب.
وشكل الحفل أيضاً مناسبة للاعتراف الرسمي بتضحيات المقاومين، حيث جرى تكريم سبعة من قدماء جيش التحرير، إلى جانب تقديم إعانات مالية لأسرهم، في خطوة ترمز إلى الامتنان والعرفان لمن سطروا صفحات المجد الوطني بدمائهم وتضحياتهم.
واختُتمت المراسيم بتأكيد المتدخلين على أهمية تعزيز التماسك الوطني تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، وتثمين الخيار الاستراتيجي للحكم الذاتي كرافعة لدبلوماسية ناضجة تعكس ثوابت الأمة المغربية.
ذكرى أنوال، كما احتُفي بها في الدريوش، لم تكن مجرد وقفة تأمل في الماضي، بل لحظة لاستنهاض العزائم وتجديد العهد على المضي قُدماً في درب البناء والوحدة، وفاءً لدماء الشهداء وتاريخ لا يُنسى.
