رالي “ألف واحة” يحوّل الدريوش إلى متحف حي للذاكرة والتراث

ازري بريس | محمد بنعمرو
في لحظة استثنائية، تحوّلت مدينة الدريوش إلى فضاء مفتوح للدهشة والحنين، بعدما حطّت قافلة رالي “ألف واحة” للسيارات العتيقة رحالها بالإقليم، في تظاهرة جمعت بين عبق الميكانيك وأصالة المكان. الحدث، المنظم سنويًا من طرف جمعية سوس للسيارات العتيقة تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية للسيارات العتيقة، اختار هذه المرة وجهة غير مألوفة: الدريوش.
الاستضافة جاءت بدعوة من جمعية الأمل للسيارات العتيقة بالدريوش، التي أبدعت في تحويل المناسبة إلى مهرجان حي للذاكرة، استقبلت فيه الضيوف في متحف عبد الرزاق الوكيلي بدوار بني وكيل بجماعة امطالسة، حيث عُرضت سيارات نادرة تعود لعقود خلت، إلى جانب قطع متحفية تؤرخ لزمن محلي ضارب في الأصالة.
مشاركون من سبع دول أبدوا انبهارهم بالتنظيم والحفاوة، وسط أجواء زاخرة بموديلات نادرة من السيارات الفرنسية والألمانية والبريطانية والأمريكية. حضور لافت لشخصيات وطنية ومحلية، على رأسها رئيس الجامعة الملكية السيد الصغير زينون، وممثلون عن جماعتي الدريوش وامطالسة ومجلس جهة الشرق.
ما ميز هذه المحطة لم يكن فقط المظهر الجمالي للسيارات، بل الروح الثقافية التي سكنت الحدث، حيث تحولت المناسبة إلى لحظة تلاقٍ حضاري حي، تجسدت فيه الرسالة العميقة للرالي: ربط الجسور بين الشعوب عبر الشغف بالتراث.
الفطور المغربي التقليدي الذي اختُتمت به الزيارة، جمع بين خبز التنور والعسل والزبدة والشاي، وكان احتفالًا بالكرم المغربي الأصيل، اختتم بتبادل للهدايا الرمزية، تكريمًا للضيوف واعترافًا بمساهمة السيد عبد الرزاق الوكيلي في إنجاح الحدث.
ومع انطلاق القافلة نحو ميضار ثم الحسيمة، بقي صدى اللحظة يملأ زوايا المدينة. السيارات غادرت، لكن الذاكرة توقفت قليلًا في الدريوش… لتسجّل لحظة فارقة بين الميكانيك والإنسان