زيارة تاريخية.. وزيرة الثقافة الفرنسية تعزز التعاون الثقافي مع المغرب خلال زيارتها لمدينة العيون
قامت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي بزيارة رسمية إلى المغرب، مؤكدة على عمق العلاقات الثقافية بين البلدين وأهمية تعزيز التعاون المشترك.
وأكدت داتي خلال زيارتها إلى مدينة العيون، أن هذه المبادرة تتجاوز الطابع الرمزي والرسمي، حيث تشمل اتفاقيات تعاون ملموسة في مجالات متعددة، عبر إعطاء إنطلاقة “الأليونس فرانسيز” على مستوى المكتبة الوسائطية محمد السادس بمدينة العيون، والتي تعد الأكبر والأحدث على مستوى شمال أفريقيا.

وخلال تصريحها، أشارت الوزيرة إلى النجاح الذي حققته القمة الفرنسية حول الذكاء الاصطناعي في المجال الثقافي، مؤكدة على رغبة فرنسا في إشراك الشباب المغاربة في هذا المجال.
وأعربت داتي عن سعادتها بتمثيل الحكومة الفرنسية في توقيع هذه الاتفاقيات الثقافية، مشددة على أن الثقافة هي جسر للحرية واحترام الحضارات والتقاليد المختلفة، مشيدة بالعلاقات الثقافية المتينة التي تجمع بين فرنسا والمغرب.

وشكرت الوزيرة السفير الفرنسي في المغرب كريستوف لوكورتيي، على جهوده في تعزيز هذا التعاون، مؤكدة أن هذه الزيارة تمثل خطوة مهمة في تعميق العلاقات الثقافية بين البلدين.
ومن جهته، أكد محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، أن المملكة المغربية تتبنى سياسة عمومية طموحة في المجال الثقافي، مستندة إلى رؤية ملكية واضحة تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية والتنمية المستدامة.

وشدد الوزير على أن الثقافة تتجاوز مفهوم الترميم والتاريخ والدفاع عن الهوية، لتشمل آفاقاً مستقبلية واعدة في مجال الصناعات الثقافية، مشيرا إلى أن هذا القطاع يفتح المجال لاستثمارات جديدة ومهن مبتكرة، مع التركيز بشكل خاص على دور الذكاء الاصطناعي في تطوير الصناعات الثقافية.
وأوضح بنسعيد أن السينما وصناعة الألعاب التقنية تشكلان حالياً جوهر الصناعات الثقافية في المغرب، مؤكداً على أهمية توسيع نطاق هذه الاستثمارات لتشمل الأقاليم الجنوبية، بما يعود بالنفع على شباب المنطقة ومواطنيها.
وفيما يتعلق بالتعاون مع فرنسا، أشار الوزير إلى الأهمية الرمزية والسياسية للحضور الفرنسي في الأقاليم الجنوبية من خلال المدارس الفرنسية والجمعية الفرنكوفونية، مشدداً على ضرورة أن تنعكس هذه العلاقات إيجابا على المواطنين.
وختم الوزير حديثه بالتأكيد على التحدي الأساسي المتمثل في الربط بين المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، مشيراً إلى التزام الوزارة بمتابعة تنفيذ الاتفاقيات المبرمة لضمان وصول فوائد السياسات العمومية إلى جميع المواطن
المصدر :العيون – فريد أزركي (فبراير)