ساكنة الناظور والدريوش تطالب بحقها في التخييم الليلي: “نُمنع نحن ويُترك المهربون أحرارًا”

ازري بريس – محمد بنعمرو
تتواصل معاناة المواطنين في إقليمي الناظور والدريوش مع قرار منع التخييم والمبيت الليلي على الشواطئ، والذي يُنفذ بصرامة من قِبل السلطات، خاصة بعد غروب الشمس، في خطوة يعتبرها الكثيرون مجحفة وغير مبررة، وتحرمهم من حق بسيط في الاستجمام والاستمتاع بأجواء الصيف.
في مدن كالناظور وبني أنصار وسواحل تمسمان، يعيش عدد كبير من الشباب والعائلات والمهاجرين العائدين من الخارج على وقع خيبة متكررة كل صيف، بسبب منعهم من نصب خيم بسيطة أو حتى البقاء قرب البحر في جو آمن، رغم أن هذا النشاط يُمارَس بشكل عادي في مدن مغربية أخرى كأصيلة، الحسيمة، الجديدة وسيدي إفني.
احتقان شعبي وصمت رسمي
ساكنة الإقليمين عبّرت عن غضبها من هذا المنع، الذي يُطبق فقط في هذه المنطقة، مُعتبرةً أن الشواطئ فضاءات عامة وليست ملكًا لأحد، وأن قضاء ليلة على الشاطئ لا يجب أن يُعامل كجريمة. وأكد مواطنون في تصريحات متفرقة، أن تدخل عناصر القوات المساعدة مباشرة بعد الغروب، وطردهم دون تقديم مبررات قانونية واضحة، حول الشواطئ إلى فضاءات خالية من الناس ليلاً، لكنها مفتوحة في المقابل أمام أنشطة التهريب والهجرة السرية.
منتصر حيطان، فاعل جمعوي من الناظور، صرّح:
“كل صيف يتكرر نفس المشهد: شباب وعائلات يُطردون من البحر تحت ذريعة أمنية، بينما تمرّ قوارب الهجرة وتُنشّط تجارة المخدرات أمام أعين الجميع دون رادع. أنا كابن هذه المدينة أتساءل بمرارة: هل نحن مختلفون عن باقي المدن؟ لماذا يُحرم الناظوري من حق بسيط مثل الجلوس على شاطئ بلده ليلاً؟”
حيطان أضاف:
“لسنا ضد الأمن، بل نُطالب به، ولكن الأمن لا يُبنى على طرد المواطن البسيط ومصادرة حريته، بل على محاربة الشبكات الحقيقية التي تنشط ليلًا في البحر والجبال. نحن نطالب بحقنا في الحياة، في الاستجمام، في شواطئنا”.
حلول واقعية وتنظيمية ممكنة
المطالب لا تدعو للفوضى، بل تؤكد على ضرورة إعادة تنظيم عملية التخييم، عبر تخصيص فضاءات محروسة، والسماح بنصب الخيم وفق شروط واضحة، كالإدلاء بالبطاقة الوطنية أو التسجيل المسبق، بدل المنع الكلي الذي يخنق السياحة الداخلية، ويخلق شعورًا عامًا بالتمييز والإقصاء.
وتأمل ساكنة الناظور والدريوش أن تتفاعل السلطات المحلية والإقليمية، خاصة السادة العاملين، مع هذه المطالب، وأن يُعاد النظر في هذا القرار، بما يضمن التوازن بين الأمن وحق المواطن في الاستجمام، كما هو الحال في باقي المدن المغربية.
“الناظور ليست مدينة خارجة عن القانون، بل مدينة تشتاق للحياة. فلا تقتلوا ما تبقى من فرح فيها.”