سانشيز يعود إلى مليلية المحتلة لافتتاح المستشفى الجامعي وسط انتقادات سياسية

ازري بريس – محمد بنعمر
حلّ رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، اليوم الاثنين 2 يونيو، بمدينة مليلية المحتلة في زيارة رسمية لتدشين المستشفى الجامعي الجديد، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ إعادة فتح مكتب الجمارك التجارية مع المغرب قبل أشهر، في إطار التقارب الثنائي الذي تشهده العلاقات بين البلدين.
وتأتي هذه الزيارة بعد أكثر من عامين على آخر زيارة لسانشيز إلى المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، والتي جرت في مارس 2022، في أعقاب إعلان مدريد عن تغيير موقفها من ملف الصحراء المغربية، وهو التحول الذي دشّن مرحلة جديدة في العلاقات بين الرباط ومدريد.
وتُعد زيارة اليوم الأولى لرئيس الحكومة الإسبانية إلى مليلية بعد استئناف التبادل الجمركي مع المغرب، ما يُكسبها طابعاً سياسياً خاصاً، رغم الانتقادات التي طالت التوقيت والمضمون من طرف المعارضة.
وقد رصدت الحكومة الإسبانية استثماراً قُدّر بـ150 مليون يورو لتجهيز المستشفى الجامعي الجديد، الذي خضع لتحضيرات تقنية وموارد بشرية طيلة تسعة أشهر بإشراف طواقم طبية متخصصة. لكن، ورغم هذا الجهد، شكك الحزب الشعبي في جاهزية المشروع، واعتبره “عرضاً دعائياً يهدف لتسجيل نقاط سياسية”. وصرّحت السيناتورة عن الحزب في مليلية، إيزابيل مورينو، بأن المستشفى لا يتوفر بعد على أسرّة جاهزة، ولا على طاقم كامل في قسم الطوارئ أو وحدة العناية المركزة.
وكانت آخر زيارة لسانشيز إلى مدينة سبتة المحتلة قد جرت في مارس 2023، بمناسبة افتتاح مركز تاراخال الصحي، في مشروع استثماري بلغت قيمته أكثر من 6 ملايين يورو، وشهد توسعة عدد غرف الاستشارات من 35 إلى 40 غرفة.
وخلال خطاب ألقاه اليوم بمليلية، شدد سانشيز على أهمية الاستثمار في القطاع الصحي العمومي، قائلاً إن “حماية الرعاية الصحية لا تقتصر على تقديم الخدمات الأساسية، بل تشمل الجودة والابتكار”، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على تطوير منظومة الصحة من خلال تحديث التجهيزات، وتعزيز الاستراتيجية الرقمية، وتوفير بنية تحتية حديثة تستجيب لمتطلبات المستقبل.
رغم الطابع الرسمي للزيارة، تبقى أبعادها السياسية حاضرة بقوة، خصوصاً في ظل الظرفية الحالية التي توازن فيها مدريد بين تهدئة الجبهة الداخلية، والمحافظة على الانفراج مع المغرب، في ملف شائك يتداخل فيه ما هو اجتماعي بما هو سيادي.