شبكة سرقة السيارات تسقط في قبضة أمن العروي: عملية نوعية تُنهي أشهرًا من القلق

ازري بريس – محمد بنعمرو
في عملية أمنية محكمة وصفت بالنوعية، تمكنت مصالح الأمن الوطني بمدينة العروي، وبتنسيق ميداني عالي الدقة، من تفكيك شبكة إجرامية متخصصة في سرقة السيارات وتفكيكها، وذلك بعد توقيف سبعة أشخاص من بينهم امرأتان، يقودهم العقل المدبر الذي تم ضبطه في كمين دقيق بمدينة وجدة.
العملية أشرف عليها ميدانيًا الديفيزيونير محمد العيساوي، فيما قاد تفاصيلها الميدانية رئيس الشرطة القضائية بالعروي محمد اشلواو، وأسفرت عن استرجاع أربع سيارات، ثلاث منها تم العثور عليها مفككة، إحداها موضوع شكاية قدمتها وكالة لكراء السيارات بمدينة طنجة.
وبحسب المعطيات الأولية، فإن المتزعم الرئيسي للشبكة، الملقب بـ”ت.ة” ويبلغ حوالي 30 سنة، كان يعمد إلى استئجار السيارات باستخدام بطائق تعريف وطنية تعود لصديقات سابقات له، قبل أن يختفي بها ويقوم بتفكيكها وبيع قطعها في السوق السوداء.
خيوط التحقيق قادت عناصر الأمن إلى مدينة وجدة، حيث تم تتبع تحركات المشتبه فيه بشكل سري، قبل نصب كمين أفضى إلى إيقافه. كما أسفرت عمليات التفتيش عن العثور على سيارة مسروقة من الناظور داخل منزل عائلته، إلى جانب مرآب بحي الناظور الجديد تم فيه ضبط هيكل سيارة أخرى قيد التفكيك. وتعود أولى الخيوط إلى مدينة العروي، حيث تم العثور على سيارة مفككة داخل منزل سكني، ما فجّر مسار التحقيق.
وقد تم وضع العقل المدبر تحت تدابير الحراسة النظرية لدى مفوضية شرطة العروي في انتظار تعميق البحث، بينما جرى تقديم بقية الموقوفين إلى النيابة العامة، التي قررت متابعة أحدهم في حالة اعتقال وإحالته على السجن المحلي بسلوان، فيما أُفرج عن خمسة آخرين لاعتبارهم ضحايا، وأُطلق سراح الموقوف السادس بكفالة مالية.
الخبر لقي تفاعلاً كبيرًا داخل أوساط وكالات كراء السيارات، التي اعتبرت هذه العملية “ضربة موفقة” أعادت بعضًا من الثقة والطمأنينة إلى قطاع تضرر كثيرًا من مثل هذه العمليات الإجرامية. كما نوهت جمعيات مهنية بالأداء الميداني لعناصر الشرطة بمدينة العروي، التي خاضت تحريات دقيقة وعملاً متواصلاً أيامًا طويلة للإطاحة بهذه الشبكة.
ورغم أن التحقيقات لا تزال مفتوحة لاحتمال وجود سيارات أخرى مسروقة، إلا أن سقوط الرأس المدبر اعتُبر نهاية مفاجئة لسلسلة سرقات أربكت عشرات الوكالات، وخلّفت قلقًا واسعًا في صفوف المهنيين.