اقتصاد

صيف بلا سردين.. سواحل الناظور والمغرب تواجه أزمة غير مسبوقة في المخزون السمكي

ازري بريس – محمد بنعمر

تشهد سواحل الناظور وباقي السواحل المغربية أزمة حادة في توفر السردين خلال صيف 2025، في مشهد غير مألوف لفصل اعتادت فيه الأسواق على وفرة هذه السمكة الحيوية. مصادر مهنية من قطاع الصيد الساحلي أعربت عن قلقها من التراجع المستمر لمخزون السردين، محذرة من تداعياته الاقتصادية والاجتماعية، خصوصًا مع استمرار ارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية.

وتعزو الفعاليات المهنية هذه الأزمة إلى الاستغلال الجائر من طرف سفن الصيد الصناعية (Pelagic)، التي تستنزف كميات ضخمة من السردين دون احترام لمعايير التوازن البيئي أو مراعاة احتياجات الصيد التقليدي، ما أدى إلى تهجير الأسماك من مناطقها الموسمية المعتادة.

حسن الجميلي، رئيس جمعية “صوت البحار للصيد الساحلي” بالأقاليم الجنوبية، أكد أن الوضع أصبح مقلقًا، إذ أصبح البحارة يعودون يوميًا إلى الموانئ دون أي صيد يُذكر، في وقت يفترض فيه أن تكون هذه الفترة ذروة إنتاج السردين. واعتبر أن غياب الرقابة الحقيقية على نشاط مراكب الصيد الصناعي ساهم بشكل كبير في تفاقم الأزمة.

الجميلي أوضح أن “قوارب البلاجيك” لا تكتفي باصطياد السردين البالغ، بل امتد نشاطها إلى صغار السمك، وهو ما يُنذر بتدهور حاد في مستقبل المخزون الوطني. ودعا الوزارة الوصية إلى الاستماع إلى مقترحات المهنيين وإشراكهم في خطط الإنقاذ، بدل الاكتفاء بالحلول الإدارية الفوقية.

من جهته، نبه حاج قشة، المنسق الإقليمي للرابطة الوطنية للصيد البحري ببوجدور، إلى أن الندرة الحالية ليست وليدة موسم واحد، بل امتدت على مدى سنوات، ومع ذلك لم تتخذ إجراءات صارمة لوقف هذا النزيف. ولفت إلى أن بعض المستثمرين اضطروا لمغادرة القطاع بعد تراكم الخسائر.

وأشار المتحدث إلى أن الأسعار تشهد ارتفاعًا حادًا في مختلف الأسواق المغربية، حيث لا يقل ثمن الكيلوغرام الواحد من السردين عن 25 درهمًا، مع توقعات بمواصلة الارتفاع في حال استمرار غياب العرض. كما دعا إلى مراجعة شاملة لأنماط الصيد، وتفعيل آليات المراقبة، وتحسين أداء مخطط “أليوتيس” بما يضمن حماية حقيقية للثروات البحرية.

في الناظور وباقي موانئ الشمال، تتكرر نفس الشكاوى: مراكب شبه فارغة، وسوق مرتبك، وغلاء يطال القدرة الشرائية للمواطنين. واقع يُنذر بموسم صيفي عسير على الجميع، في ظل غياب رؤية استراتيجية واضحة للحد من تداعيات أزمة السردين المتفاقمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى