عاصفة زاكورة لا تهدد أسعار “الدلاح” في السوق المغربية رغم تضرر المحاصيل المعدة للتصدير

ازري بريس – محمد بنعمر
بعد أسبوع من العاصفة العنيفة التي ضربت حقول البطيخ الأحمر بمنطقة زاكورة، طمأن مهنيون في القطاع الفلاحي وتجار “الدلاح” المغاربة بأن الخسائر المسجلة لن تنعكس على أسعار هذه الفاكهة الصيفية الحيوية داخل السوق الوطنية، رغم تضرر مساحة مهمة من الإنتاج المحلي، خصوصًا المحاصيل الموجهة نحو التصدير.
وتسببت التساقطات المطرية المصحوبة بحبات البرد في إتلاف قرابة 70 في المئة من محاصيل البطيخ الأحمر بزراعة زاكورة، وفق ما أكده أمين أمانة الله، مزارع ومصدر للمنتوج نفسه، موضحًا أن جودة المنتوج هذا الموسم لم تكن أساسًا في مستوى يؤهل للتصدير نحو الأسواق الأوروبية، حتى قبل وقوع الكارثة.
وأشار أمانة الله إلى أن “المحاصيل التي لم تعد صالحة للتصدير سيتم توجيهها إلى الأسواق الوطنية، ما يجعل العرض الداخلي مرشحًا ليكون أفضل من السنوات الماضية من حيث الوفرة”، لافتًا إلى أن مناطق أخرى مثل شيشاوة وتارودانت ستدخل على خط التزويد بالسوق في الأيام القليلة المقبلة، مما سيُعزز استقرار السوق ويخفف من وطأة خسائر زاكورة.
وعن تأثيرات العاصفة، قال المتحدث إن الضرر طال بالأساس قشرة البطيخ، وهي عنصر حاسم في شروط التصدير، بينما يظل لبّ الفاكهة سليمًا في معظم الحالات، وهو ما يفسر قابليتها للتسويق محليًا، خاصة مع تدني القدرة الشرائية للمستهلك المغربي، الذي لا يُولي أهمية كبرى للجودة الشكلية مقارنة بسعر المنتوج.
من جانبه، صرّح جمال أقشباب، رئيس جمعية أصدقاء البيئة، أن “هذه الزخات العنيفة كانت مفاجئة وتسببت في خسائر كبيرة لمحاصيل نضجت وكانت في مراحلها الأخيرة، ما يفرض تدخلًا عاجلًا من وزارة الفلاحة لدعم المتضررين”.
في ظل هذا الوضع، يبدو أن السوق الداخلية ستكون المستفيد الأول من تقلص صادرات “الدلاح”، في وقت يعيش فيه المزارعون والمصدرون لحظة حرجة تتطلب تعويضات عاجلة وحلولًا بديلة للحفاظ على التوازن الاقتصادي للموسم الفلاحي الحالي.