فاطمة سعدي تخلف بنعيسى وتدخل التاريخ كأول امرأة ريفية في مجلس المستشارين

ازري بريس – متابعة
في سابقة سياسية لافتة، التحقت القيادية في حزب الأصالة والمعاصرة، فاطمة سعدي، بمجلس المستشارين لتعوض المقعد الشاغر الذي خلّفه الراحل محمد بنعيسى، وزير الخارجية الأسبق، وتُصبح بذلك أول امرأة تنحدر من إقليم الحسيمة تصل إلى الغرفة الثانية للبرلمان.
وجاء تنصيب سعدي بناءً على قرار المحكمة الدستورية التي أعلنت شغور مقعد بنعيسى، مُفعلةً بذلك المادة 91 من القانون التنظيمي لمجلس المستشارين، التي تنص على تعويض العضو المتوفى بأول اسم غير منتخب في اللائحة الانتخابية نفسها. وهو ما منح العضوية لسعدي باعتبارها تالية في لائحة الأصالة والمعاصرة خلال استحقاقات 5 أكتوبر 2021.
مسار سياسي حافل
فاطمة سعدي ليست اسما جديدًا في المشهد السياسي، بل واحدة من أبرز وجوه حزب “الجرار” في شمال المملكة، حيث راكمت تجربة طويلة في تدبير الشأن المحلي والتشريعي. شغلت رئاسة المجلس الجماعي للحسيمة بين 2015 و2021، ومثلت الإقليم نفسه في مجلس النواب خلال الولاية التشريعية 2016-2021، لتكون آنذاك أول امرأة تتحدث باسم الريف داخل الغرفة الأولى.
كما انتُخبت عضوا في المكتب السياسي للحزب لولايتين، وتولت منصب نائب الأمين العام خلال قيادة عبد اللطيف وهبي، بالإضافة إلى عضويتها الحالية في القيادة الجماعية للأمانة العامة.
وتُعد سعدي أيضا عضوا في اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، الهيئة المكلفة بحماية الخصوصية في الفضاء الرقمي، ما يعكس امتداد حضورها المؤسساتي خارج الإطار الحزبي التقليدي.
ترسيخ لحضور المرأة الريفية
وصف متتبعون دخول فاطمة سعدي إلى مجلس المستشارين بأنه خطوة رمزية ومؤثرة نحو تعزيز تمثيلية النساء الريفيات، خصوصا في مناطق الشمال التي ما زالت تعاني من تمثيلية سياسية ضعيفة للعنصر النسائي.
ويُرتقب أن تُساهم سعدي من موقعها الجديد في الدفع بنقاشات المناصفة والعدالة المجالية داخل مجلس المستشارين، خاصة في ظل الأصوات المتزايدة التي تطالب بإنصاف الجهات الهامشية وتوسيع نطاق المشاركة النسائية في المؤسسات التشريعية.