قاصرون مغاربة يغامرون بحياتهم سباحة نحو سبتة وسط بحر هائج وظروف خطرة

ازري بريس – متابعة
لا تزال سواحل مدينة سبتة المحتلة تشهد مشاهد مأساوية، بعدما تحولت في الأيام الأخيرة إلى مسرح لمحاولات هجرة خطيرة، أبطالها أطفال مغاربة قاصرون أقدموا على السباحة في اتجاه الثغر المحتل، متحدّين الأمواج العاتية والتيارات البحرية القوية في مغامرات محفوفة بالمخاطر.
وحسب ما نقلته مصادر إعلامية محلية من عين المكان، فإن عدداً من هؤلاء القاصرين انطلقوا من المناطق القريبة من الحاجز الصخري المعروف بـ”تراخال”، مستعينين ببدلات غطس وزعانف للسباحة، لكن تجهيزاتهم البسيطة لم تكن كافية لمواجهة عنف البحر، ما جعل رحلتهم تتحول سريعاً من حلم بالعبور إلى كابوس حقيقي.
وقد تمكنت عناصر الحرس المدني الإسباني، وتحديداً الوحدة البحرية، من التدخل في اللحظات الحاسمة لإنقاذ عدد من هؤلاء الأطفال والمراهقين من وسط الأمواج، في مشاهد أثارت تعاطفاً واسعاً بين سكان المدينة، وأعادت إلى الواجهة نقاشاً حاداً حول مسؤولية حماية القاصرين من خطر الموت في عرض البحر.
وتتزامن هذه التطورات مع جدل سياسي محتدم داخل البرلمان الإسباني، انتهى بالمصادقة على مرسوم جديد يهدف إلى توزيع القاصرين الأجانب غير المصحوبين على باقي الأقاليم الإسبانية، لتخفيف الضغط على نقاط العبور الرئيسية مثل سبتة وجزر الكناري.
ورغم أن بعض المراقبين يرون في هذا القرار عاملاً قد يشجع المزيد من القاصرين على محاولة الهجرة، فإن عناصر الحرس المدني تربط هذا التزايد اللافت في محاولات العبور بتدهور الأحوال الجوية، ما يصعّب مهام المراقبة الحدودية ويخلق لدى المهاجرين انطباعاً زائفاً بضعف الرقابة.