قفزة مأساوية في شاطئ أركمان تُصيب شابًا بشلل تام وتعيد النقاش حول سلامة المواقع الصخرية

أزري بريس – محمد بنعمر

شهد شاطئ غير محروس بحي الفيلات في قرية أركمان، زوال يوم الأحد، حادثة مؤلمة تمثلت في إصابة شاب يبلغ من العمر 17 عامًا بشلل تام على مستوى العمود الفقري، عقب قفزه من إحدى الصخور نحو البحر دون إدراك لخطورة الموقع.

الضحية، وهو شاب ينحدر من مدينة مكناس، قام بقفزة من قمة صخرية معتقدًا أن المياه عميقة وآمنة، غير أن اصطدامه المفاجئ بجسم صلب تحت الماء أفقده القدرة على الحركة فورًا. وأفاد شهود عيان أن أصدقاءه هرعوا إلى انتشاله من الماء وسط حالة من الذعر، ليتم استدعاء سيارة إسعاف تابعة لجمعية بدر، والتي تولت نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الحسني بالناظور، حيث وُصفت حالته بالحرجة.

الحادثة أعادت إلى الواجهة حوادث مماثلة وقعت في نفس النقطة الصخرية، والتي تفتقر إلى الحراسة والإشارات التحذيرية. فقد سبق أن أصيب شخص آخر بشلل دائم في ظروف مشابهة، ما يُطرح معه مجددًا سؤال المسؤولية، ويُسلط الضوء على خطورة الإهمال في مراقبة هذه المناطق التي تستقطب مئات الزوار في فصل الصيف.

وتطالب الساكنة المحلية والمرتادون بضرورة التدخل العاجل لوضع لافتات تنبيه وتحذير واضحة في المواقع الصخرية الخطيرة، وتوفير حراسة موسمية لضمان سلامة المصطافين، تفاديًا لتكرار المآسي.

في سياق متصل، كانت الجمعية الألمانية لجراحة العظام والحوادث قد حذّرت من القفز في مياه غير معروفة العمق أو العوائق، مشيرة إلى أن مثل هذه القفزات قد تُلحق أضرارًا خطيرة بالفقرات العنقية والحبل الشوكي، تؤدي في كثير من الأحيان إلى الشلل أو حتى الوفاة. إذ إن اصطدام الرأس بقاع الماء أو بصخرة قد يتسبب في انضغاط أو خلع الفقرات، ما يمنع الإشارات العصبية من الانتقال بين الدماغ والجسم، ويجعل المصاب معتمدًا مدى الحياة على كرسي متحرك ومساعدة خارجية.

ولتفادي هذه المخاطر، شددت الجمعية على ضرورة التحقق من عمق المياه ووضوحها قبل القفز، مشيرة إلى أن أي مياه يقل عمقها عن 1.5 متر، أو تحتوي على عوائق واضحة مثل الصخور، يجب تفادي الغوص أو القفز فيها نهائيًا.

وتبقى الحادثة المأساوية في أركمان نداءً جديدًا يدعو إلى التحسيس والتدخل الوقائي، حتى لا يتحوّل البحر إلى مصدر للعاهات والألم بدلًا من المتعة والراحة.