محمد رضا بنجلون مديرًا للمركز السينمائي المغربي: بداية جديدة لمرحلة الإصلاح في قطاع السينما

ازري بريس – عبد السلام بلغربي
صادق مجلس الحكومة، خلال اجتماعه الأسبوعي المنعقد يوم الخميس 26 يونيو 2025، على تعيين الإعلامي محمد رضا بنجلون مديرًا للمركز السينمائي المغربي، ليضع بذلك حدًا لفراغ إداري دام منذ أكتوبر 2021، حين غادر المدير السابق صارم الفاسي الفهري المنصب، وتولى عبد العزيز البوزدايني مهامه بالنيابة لأكثر من سنتين.
ويعد المركز السينمائي المغربي، الذي تأسس سنة 1944، المؤسسة الوطنية المسؤولة عن النهوض بالصناعة السينمائية، ويخضع لوصاية وزارة الشباب والثقافة والتواصل، التي يشرف عليها الوزير محمد المهدي بنسعيد. وجاء تعيين بنجلون طبقًا للفصل 92 من الدستور، وباقتراح من الوزارة، في سياق إصلاحي جديد يستهدف استعادة الحيوية لهذا الجهاز الثقافي الحيوي.
مباراة التعيين وشروطها
في أبريل 2025، أعلنت وزارة الثقافة عن إطلاق مباراة لاختيار مدير دائم للمركز، وفق شروط دقيقة تضمنت التوفر على شهادة عليا وخبرة لا تقل عن 15 سنة، منها 10 سنوات على الأقل في مناصب مسؤولية. وكان من أبرز الأسماء المتداولة إلى جانب بنجلون، نوفل الرغاي مدير مجموعة “شدى”، والناقد السينمائي فؤاد اسويبة، غير أن الكفة رَجَحت لصالح الإعلامي المخضرم، بفضل مساره المهني وحنكته في الإدارة والتواصل.
المسار الأكاديمي والمهني
رضا بنجلون خريج جامعة السوربون في باريس، وقد بدأ مسيرته الإعلامية عام 1995 في القناة الثانية “دوزيم”، حيث شغل مهام متعددة شملت المراسلة والتقديم وإنتاج النشرات الإخبارية. وهو يشغل حاليًا منصب مدير مديرية البرامج الإخبارية والوثائقية بالقناة، ويُعد من أبرز كفاءاتها.
أطلق خلال مسيرته عددًا من البرامج المتميزة، من بينها “Grand Angle” وبرنامجه الوثائقي الأسبوعي “حكايات إنسانية”، وسبق له سنة 2011 أن أنتج سلسلة “حكايات ورجال”، التي سلّطت الضوء على قصص اجتماعية وإنسانية تركت صدى واسعًا لدى الجمهور المغربي.
تحديات المرحلة الجديدة
يأتي تعيين بنجلون في وقت تشهد فيه الصناعة السينمائية المغربية دينامية متسارعة، وتحديات متنامية تتعلق بتمويل الإنتاج، وتحديث البنية القانونية، وتعزيز حضور المغرب في المهرجانات العالمية. ومن المنتظر أن يساهم بنجلون، بخبرته الطويلة في الصحافة والإنتاج الوثائقي، في إعطاء دفعة جديدة للمركز، خاصة في ما يخص دعم المواهب الشابة، وتشجيع الإنتاجات ذات البعد الاجتماعي والثقافي.
ويُعوّل عليه كذلك في مواصلة جهود الوزارة لإرساء حكامة جيدة داخل المركز، وتعزيز شراكات استراتيجية مع الفاعلين في القطاعين العام والخاص، فضلًا عن فتح آفاق تعاون دولي أوسع في سبيل دعم الصناعة السينمائية المغربية.
تعيين محمد رضا بنجلون ليس مجرد ملء شغور إداري، بل يُنظر إليه كتحول نوعي في مسار مؤسسة تُعد حجر الزاوية في المشهد الثقافي الوطني، ومسؤولية كبرى لإعلامي أثبت حضوره لسنوات خلف الشاشة.