“مزاح زكزل” يفرض نفسه في أسواق الشرق: موسم استثنائي وأسعار مرتفعة وسط غياب الترويج

إزري بريس – محمد بنعمرو
تشهد الجهة الشرقية، وتحديداً الجماعة القروية زكزل بإقليم بركان، موسماً استثنائياً لفاكهة الزعرور المعروفة محلياً باسم “المزاح”، حيث غزت هذه الفاكهة الأسواق بكميات وافرة، لكن بأسعار مرتفعة تتراوح بين 13 و20 درهماً للكيلوغرام، ما يعكس قيمتها المتزايدة في السوق رغم غياب حملات تسويقية واسعة.
ويثير هذا التفاوت بين وفرة المنتوج وارتفاع الأسعار تساؤلات حول توازن العرض والطلب، خصوصاً في ظل محدودية الترويج الإعلامي للمزاح مقارنة بفواكه موسمية أخرى، تحظى بدعم دعائي أكبر وحضور أوسع في سلاسل التوزيع.
وتُعد زكزل الرائدة وطنياً في إنتاج المزاح، بفضل مناخها المثالي وتقاليدها الفلاحية العريقة، حيث تحولت إلى مركز رئيسي لإنتاج هذه الفاكهة الفريدة، التي تتميز بمذاقها الحلو، وارتفاع نسبة الماء فيها، وكونها لا تضر الجهاز الهضمي حتى عند الإكثار منها.
ويؤكد فلاحو المنطقة أن شجرة المزاح تحتاج إلى عناية دقيقة ومتابعة حثيثة منذ لحظة زراعتها، حيث يُشبّهها البعض بـ”الطفل” من فرط حساسيتها، رغم مقاومتها الطبيعية. كما أن إنتاجها لا يبدأ إلا بعد عامين تقريباً من الزراعة، ما يجعل العملية الفلاحية محفوفة بالتحديات، لكنها أيضاً مثمرة لمن يلتزم بالصبر والخبرة.
ورغم هذه الإكراهات، استطاع فلاحو زكزل تثبيت اسم المزاح كرمز فلاحي بارز في المنطقة، مستفيدين من طبيعة المناخ المحلي والخبرة المتوارثة، ليحولوا هذه الفاكهة إلى ثروة فلاحية حقيقية تستحق تسويقاً أفضل ودعماً مؤسساتياً أكبر.