مشروع ضخم لتقوية الطريق الساحلية يربط شمال المغرب بشرقه ويدعم التنمية بالمنطقة

ازري بريس – محمد بنعمر
تشهد الطريق الوطنية رقم 16، المعروفة بـ”الطريق الساحلية”، ورشاً مفتوحاً لتقويتها وتحديثها، في إطار مشروع ضخم يهدف إلى تعزيز الربط بين شمال المملكة وشرقها، ومواكبة الدينامية الاقتصادية المرتقبة بالمنطقة، خاصة بعد قرب افتتاح ميناء الناظور غرب المتوسط.
وفي هذا السياق، أوضح أنس ويشو، المدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك بإقليم الدريوش، أن المشروع يندرج ضمن برنامج تنموي شامل بتمويل من البنك الدولي، ويستهدف الرفع من جودة الخدمات على هذا المحور الطرقي الحيوي، الذي يربط منطقة أجدير بميناء الناظور مرورا بعدة جماعات تابعة لإقليم الدريوش.
وأكد المسؤول أن المشروع يتجاوز الطابع التقني لتحديث الطريق، ويحمل أهدافًا استراتيجية تتعلق بتعزيز البنية التحتية الطرقية، وتحسين شروط السلامة وجودة التنقل، لا سيما مع تزايد حجم حركة النقل المنتظرة بالتزامن مع تشغيل الميناء الجديد، ما سيساهم في تحسين الربط بينه وبين باقي الشبكات الوطنية، ودعم الحركية التجارية والسياحية بالمنطقة.
كما شدد ويشو على أهمية معالجة المنعرجات الخطيرة وتسهيل حركة تنقل الأشخاص والبضائع، معتبراً أن المشروع سيُحدث نقلة نوعية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وسيخلق ظروفاً مواتية لجذب الاستثمارات نحو المنطقة، بما يتماشى مع المؤهلات الطبيعية والسياحية التي تزخر بها.
من جانبه، كشف المهندس المشرف أحساين عن تقدم الأشغال في مختلف المقاطع، مشيرًا إلى أن المقطع الأول، الممتد من الكيلومتر 291+800 إلى 305+800، تم الانتهاء منه بالكامل، حيث شمل تقوية الطريق بطبقتين من الإسفلت وتدعيم الأكتاف بتربة معالجة.
أما المقطع الثاني، بين النقطة 305+800 و332+500، فتتواصل فيه الأشغال لتقوية الطريق بطبقتين من الإسفلت، إلى جانب تعديل المسار في 9 نقاط من أجل تحسين الانسيابية وتوسيع العرض الطرقي. فيما تستمر الأشغال أيضًا بالمقطع الثالث الممتد إلى الكيلومتر 359+500، مع معالجة 6 نقاط إضافية تهدف إلى تقليل المنعطفات الخطيرة وتسهيل الرؤية للسائقين.
وأفاد المتحدث ذاته بأن المقطع الرابع، من 359+500 إلى 379+500، عرف استكمال أشغال التكسية بطبقتين من الإسفلت المسلح، بالإضافة إلى معالجة نقطة طرقية لتعزيز جودة الخدمة.
واختتم أحساين تصريحه بالتأكيد على أن هذه التدخلات الهندسية الدقيقة من شأنها الرفع من مستوى الأمان على الطريق الساحلية، وتعزيز جودتها، ما سيشكل إضافة قوية للبنية التحتية في شمال شرق المملكة، وركيزة لدعم التنمية الشاملة بالمنطقة