مشروع “مارتشيكا” بالناظور.. وعود معلقة وصور جوية لا تُخفي الواقع

ازري بريس – متابعة
في ظل التعثر المستمر لمشاريع التنمية السياحية الكبرى بجهة الناظور، يعود مشروع “مارتشيكا” مجددًا إلى واجهة النقاش العمومي، ليس بفضل إنجازات ملموسة على الأرض، بل عبر حملات ترويجية إعلامية تحاول رسم صورة وردية لواقع يعاني من التراجع والجمود، وسط تساؤلات متزايدة من طرف الساكنة بشأن مصير المشروع وأولويات تدبيره.
ففي الوقت الذي تتحدث فيه المقاطع المصورة والتقارير الإعلامية الرسمية عن “تنقية البحيرة” و”تحقيق التأهيل البيئي”، تُقرّ التصريحات ذاتها بأن مياه البحيرة غير صالحة للسباحة، ما يُسائل مصداقية الرسائل الاتصالية الصادرة عن الجهة الوصية. ويبدو أن المؤسسة المكلفة بالمشروع لا تزال تعتمد على نفس المقاربة القديمة، القائمة على إنتاج المحتوى الترويجي قبل تحقيق الإنجاز الفعلي.
منذ سنوات، أُعلن عن بناء سبع مدن سياحية متكاملة، لكن الواقع يكشف أن أياً من تلك المشاريع لم يُستكمل، بل إن بعضها لم يشهد انطلاق الأشغال أصلاً، رغم انتهاء المهل الزمنية المحددة سابقًا. وبدلاً من المضي قدمًا في الإنجاز، يبدو أن المشروع غرق في تصوير مقاطع دعائية تُظهر مناطق خضراء تعاني اليوم من التدهور البيئي، ومرافق عامة تحولت إلى فضاءات مهملة، وسط غياب الصيانة الدورية.
شارع محمد الخامس، القلب النابض للمدينة، لا يزال غارقًا في الأتربة والحفر، وأشجار النخيل المنتشرة على جانبيه تتساقط دون تدخل. أما مشروع “شارع الريف الكبير”، الذي تم الترويج له يومًا ما كـ”تحفة معمارية على ضفاف المتوسط”، فلا يزال عاجزًا حتى عن استقبال المياه من البحيرة المجاورة، في تجسيد صارخ للفجوة بين الطموح والإنجاز.
وما يثير الاستغراب أيضًا هو استعمال مصطلحات دخيلة عن السياق المحلي في الخطاب الترويجي، ما يُبرز انفصالًا بين صُنّاع القرار والمجتمع المحلي، ويعكس ضعف إشراك الفاعلين الحقيقيين في التخطيط والتنفيذ.
اليوم، ومع غياب أي حصيلة حقيقية، تتنامى مشاعر الإحباط والاستياء في صفوف المواطنين الذين لا يطالبون إلا بشيء واحد: تقييم موضوعي وشفاف لواقع مشروع مارتشيكا، والتوقف عن بيع الأحلام بصور جوية لا تُخفي هشاشة الواقع البيئي والعمراني الذي يعيشه الإقليم.