️ رأي: عندما يصمت الجمهور ويعلو صوت “الحياحة”.. من يَخسر؟

في كل موسم، يعيد هلال الناظور نفس المشهد المؤلم: مدرب يُهان، مكتب متردد، وجمهور غاضب بعد فوات الأوان. وبين كل هؤلاء، هناك أربعة أشخاص فقط يُعرفون بين الأنصار باسم “الحياحة”، أصبحوا للأسف أقوى من القانون وأعلى من الانضباط داخل البيت الهلالي.
هؤلاء الأشخاص دأبوا على اقتحام مستودع الملابس في كل أزمة، يهاجمون المدربين، يفرضون رأيهم بصوت مرتفع، ويزرعون التوتر أمام أنظار بعض أعضاء المكتب المسير الذين يكتفون بالصمت، وكأن ما يحدث أمر عادي.
الإهانة لم تبدأ اليوم، فقد تكررت مع أسماء عديدة من بينها بنخدة، لمريني، بنور وأبجاما، وكل مرة تُسجَّل فيها الواقعة، يمر المشهد مرور الكرام، بلا موقف حازم ولا محاسبة.
المؤسف أكثر هو أن الجمهور الذي يملأ المدرجات، والذي يُفترض أن يكون درعاً للفريق، اختار الصمت يوم أُهين المدرب، واكتفى بالمشاهدة، ثم عاد اليوم لينتقد المكتب والقرارات بعد أن هدأت العاصفة.
إن الصمت أمام الإهانة هو مشاركة فيها، والسكوت عن تجاوزات قلة قليلة داخل النادي هو خيانة لروح الهلال التي بُنيت على الاحترام والانضباط. لا يمكن لفريق أن يتقدم إذا ظل رهينة لأصوات عالية لا تمثل سوى نفسها، ولا تعبّر عن الآلاف من المحبين الحقيقيين.
الهلال لا يحتاج إلى “الحياحة”، بل إلى رجال مواقف، إلى جمهور يرفض الإهانة في وقتها، وإلى مكتب مسير يضع الانضباط فوق كل اعتبار. فالفريق لا يُبنى بالصراخ، بل بالاحترام والعمل والصبر.