رشيد أنس يفتتح مهرجان الناظور المتوسطي.. سهرة وفاء للأغنية الريفية الأصيلة
ازري بريس – عبد السلام بلغربي
يُدشن الفنان الأمازيغي القدير رشيد أنس فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان الناظور المتوسطي، عبر سهرة فنية متميزة تُقام مساء الجمعة 25 يوليوز 2025، لتكون باكورة الفعاليات المنظمة تحت شعار “الناظور في لقاء مع العالم”، في الفترة الممتدة من 25 إلى 27 من الشهر الجاري.
اختيار رشيد أنس لافتتاح هذه الدورة ليس مجرد برنامج فني، بل رسالة فنية رمزية، لما يحمله صوته من أصالة، وما تُجسده أغانيه من عمق تراثي ريفي نابع من الهوية الأمازيغية العريقة. إذ يُنتظر أن يقدم للجمهور المحلي والوافد من الجالية المغربية بالخارج باقة من أشهر أعماله التي ظلت راسخة في وجدان محبي الفن الأمازيغي.
ويُعتبر رشيد أنس من أبرز رموز الأغنية الريفية المعاصرة، إذ بصم على مسيرة طويلة من الالتزام الفني، ما جعله يُلقب عن جدارة بـ”قيدوم الفن الريفي”. أعماله لطالما حملت رسائل وجدانية وإنسانية، مستلهمة من نبض الأرض الريفية وهموم الإنسان البسيط، بلغة شعرية راقية وصوت دافئ لا تخطئه الآذان.
مشاركته هذه تأتي في سياق وطني خاص، حيث تتزامن مع الاحتفال بالذكرى السادسة والعشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس على عرش المملكة، كما تتقاطع مع أجواء عملية “مرحبا” التي تستقبل من خلالها مدينة الناظور أبناءها من الجالية المقيمة بالخارج، في مشهد يعكس وحدة الهوية وعمق الانتماء.
الرهان على هذه التظاهرة الثقافية، تؤكد عليه الجمعية المتوسطية للتنمية المستدامة بشراكة مع عمالة إقليم الناظور والمجلس الإقليمي، من خلال تنظيم دورة ترقى إلى تطلعات الساكنة والزوار، وتُبرز غنى الموروث المحلي، في إطار احتفالي يشجع على الانفتاح والتنوع.
سهرة الجمعة، إذن، ليست مجرد موعد موسيقي، بل لحظة احتفاء بالفن كذاكرة وهوية، ووقفة اعتزاز بمسار فني طويل رسمه رشيد أنس بعناية، وجعل من الأغنية الريفية مرآة صادقة للوجدان الجماعي لأبناء الريف والمغرب
