يعرف قطاع التعليم تحولًا مع انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي أصبحت تفرض نفسها كأداة أساسية في العملية التعليمية، تتيح إنتاج محتوى تفاعلي وإبداعي، تثير في الوقت نفسه مخاوف متزايدة حول تأثيرها على جودة التحصيل الدراسي.
ويحذر خبراء التربية من الاستخدام المفرط لهذه التقنيات في المراحل التعليمية المختلفة، من الابتدائي إلى الجامعي، فبينما يؤكد مدافعون عن استخدام تطبيقات مثل “شات جي بي تي” أنها توفر محتوى جذابًا يتناسب مع تطلعات الجيل الرقمي، يشير متخصصون إلى أن الإفراط في استعمالها قد يؤدي إلى تشتت ذهني وخمول فكري لدى التلاميذ.
وفي مجال الرياضيات تحديدًا، يشير متخصصون إلى أن الاعتماد المفرط على هذه التقنيات في حل المسائل الرياضية يضعف قدرة التلاميذ على التحليل والاستنتاج، فالأهم ليس الحصول على الإجابة، بل فهم طريقة الحل وتطوير المنطق الرياضي.
أما في مجال اللغة العربية، فيلاحظ مدرسون سهولة التمييز بين الواجبات المنجزة ذاتيًا وتلك المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، حيث تتميز الأخيرة بأسلوب نمطي ومعلومات عامة قد لا تتوافق مع المقرر الدراسي.
وفي المقابل، يرى متخصصون في علم النفس الاجتماعي أنه لا يمكن منع استخدام هذه التقنيات، بل يجب العمل على دمجها في المنظومة التعليمية بشكل مدروس، مقترحين إدراج الذكاء الاصطناعي كتخصص قائم بذاته في المناهج التعليمية، لتمكين الطلاب من فهم آليات التعامل معه بشكل صحيح.
ومع تزايد الإقبال على هذه التقنيات والتنافس المحموم بين مطوريها، يبدو أن إدماجها في التعليم أصبح ضرورة ملحة، غير أن هذا الإدماج يتطلب مقاربة ذكية تمكن المتعلمين من الاستفادة من إمكانياتها مع تجنب مخاطر الاستلاب التكنولوجي، وتطوير مهاراتهم الذاتية في مختلف المجالات.
المصدر: تم نشر هذا المقال في موقع فبراير من قبل الكاتب فريد أزركي في 08 فبراير 2025.