أزري بريس : عبد السلام بلغربي
رحّلت السلطات الجزائرية، أمس الخميس 6 مارس 2025، 32 مهاجرًا مغربيًا، بينهم امرأتان، في عملية تمت عبر المركز الحدودي “جوج بغال” بمدينة وجدة. وتأتي هذه الخطوة في إطار ترحيلات متكررة تنفذها الجزائر لمهاجرين غير نظاميين، بعد احتجازهم لفترات متفاوتة.
وشهدت عملية الترحيل حضور ممثلين عن الجمعية المغربية لمساعدة المهاجرين في وضعية صعبة، وهي هيئة مدنية تعنى بمتابعة قضايا المغاربة المحتجزين والمفقودين في مسارات الهجرة غير النظامية عبر الجزائر، تونس، وليبيا. وقد أكد أعضاء الجمعية أن المرحلين وصلوا إلى المغرب في ظروف إنسانية صعبة، بعد رحلة شاقة تخللتها معاناة كبيرة.
وأفاد بعض المرحلين أن ظروف احتجازهم في الجزائر كانت قاسية، حيث واجهوا نقصًا حادًا في الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء، بالإضافة إلى تعرض بعضهم لمعاملات غير إنسانية. كما أشاروا إلى أن عدداً منهم اعتُقل أثناء محاولته العبور إلى أوروبا عبر السواحل الجزائرية.
من جانبها، دعت الجمعية المغربية لمساعدة المهاجرين السلطات المغربية إلى تقديم الدعم اللازم للعائدين، سواء عبر توفير الرعاية الصحية أو مساعدتهم على الاندماج مجددًا في المجتمع. كما طالبت بتعزيز الجهود الدبلوماسية لحماية المغاربة العالقين في بلدان العبور، خاصة في ظل تزايد أعداد المحتجزين والمفقودين.
وتأتي هذه العملية في سياق أوسع يشهد تزايد التحديات المرتبطة بالهجرة غير النظامية، حيث يواجه العديد من المغاربة مخاطر كبيرة أثناء محاولتهم العبور إلى أوروبا عبر طرق تهريب معقدة. وتشير التقارير الحقوقية إلى أن مئات المغاربة يمرون عبر الجزائر سنويًا في محاولة للوصول إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط.
وبينما تستمر عمليات الترحيل، تتزايد الدعوات لإيجاد حلول شاملة لقضية الهجرة غير النظامية، من خلال تطوير سياسات وطنية توفر بدائل اقتصادية واجتماعية للشباب المغربي، إضافة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي للحد من المخاطر التي يتعرض لها المهاجرون في رحلاتهم نحو أوروبا.