سد محمد بن عبد الكريم الخطابي بالحسيمة يواجه خطر فقدان أكثر من نصف سعته التخزينية بسبب التوحل

ازري بريس – محمد بنعمر

يواجه سد محمد بن عبد الكريم الخطابي بإقليم الحسيمة تراجعاً حاداً في قدرته التخزينية، بعدما بلغت نسبة التوحل داخله أكثر من 60 في المائة، ما ينذر بخسارة كبيرة لمخزون المياه الذي يوفره السد، في سياق وطني يشهد تواتراً في الوضعية المائية.

وكشف وزير التجهيز والماء، نزار بركة، خلال الجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين، أن ظاهرة التوحل تتسبب سنوياً في فقدان نحو 50 مليون متر مكعب من مياه السدود على الصعيد الوطني، وفق ما أظهرته دراسة حديثة أنجزتها الوزارة لقياس تأثيرات هذه الظاهرة على البنيات التخزينية.

وأوضح الوزير أن الوزارة أطلقت عدة تدابير للحد من تأثير التوحل، من بينها توقيع اتفاقية تشجير محيط السدود بالتعاون مع الوكالة الوطنية للمياه والغابات، بهدف تقليص نسبة الانجرافات الترابية التي تسهم في تراكم الأوحال. كما أكد أن الهندسة الجديدة للسدود الحديثة تراعي منذ تصميمها احتمال التوحل، لضمان استمرارية فعاليتها على مدى لا يقل عن 50 سنة.

وأشار بركة إلى أن وزارته أطلقت منذ سنة 2023 برنامجاً خاصاً لإزالة الأوحال من السدود الصغرى، رغم ارتفاع تكاليف هذه العملية التي تصل إلى 70 درهماً لكل متر مكعب.

وتأتي هذه المعطيات في وقت تزداد فيه الضغوط على الموارد المائية بالمملكة، خاصة في المناطق الشمالية كإقليم الحسيمة، حيث يُعد سد الخطابي أحد أهم مصادر المياه، ما يستدعي تسريع جهود المعالجة للحفاظ على دوره الحيوي في تأمين التزود بالماء الصالح للشرب والري في المنطقة.