فيديو | تسرّب المياه العادمة يُهدد بيئة أحياء بوخالف والزياتن بطنجة: الساكنة في مواجهة التلوث والحشرات

ازري بريس – متابعة
تشهد مجموعة من الأحياء السكنية بمنطقة بوخالف والزياتن في مدينة طنجة، منذ أسابيع، وضعًا بيئيًا مقلقًا بفعل تسرب كميات من المياه العادمة إلى حوض سد تلي محلي يُعرف بـ”سد بوخالف 1”، ما تسبب في تلويث مياهه وانبعاث روائح كريهة تؤرق الساكنة.
السد، الذي كان مخصصًا في الأصل لجمع مياه الأمطار واستغلالها في سقي الأراضي الزراعية، تحوّل إلى مصدر تلوث بيئي خطير، بعدما أصبحت حقينته تستقبل مياهًا ملوثة، ما خلف مشاهد مقززة وروائح خانقة اجتاحت المجمعات السكنية المجاورة.
وتفاقم الوضع البيئي الصعب مع ارتفاع كثافة الروائح المنبعثة، التي امتدت إلى المنازل المحيطة، خصوصًا في ليالي الصيف، بالتزامن مع انتشار حشرات البعوض بشكل كثيف، الأمر الذي عمّق معاناة آلاف السكان المقيمين بأحياء بوخالف، الزياتن، البرانص القديمة، والمجمعات السكنية المجاورة.
ويُذكر أن سد بوخالف 1 وسد بوخالف 2 يعودان إلى فترة الثمانينيات، وقد كانا يُستغلان في تجميع مياه الأمطار لأغراض فلاحية. وخلال الأشهر الماضية، أطلقت وكالة حوض اللوكوس المائي عملية واسعة لتنقيتهما، خصصت لها ميزانية كبيرة وشهدت تدخل عشرات الجرافات، في إطار برنامج بيئي يهدف لحماية الموارد المائية بالمنطقة.
غير أن التسرب الحالي للمياه العادمة، والذي لم يُكشف بعد عن مصدره المباشر، يُهدد بإفشال كل الجهود السابقة، ويطرح علامات استفهام حول فعالية مراقبة البنية التحتية المرتبطة بالصرف الصحي في هذه المناطق.
السكان المحليون يعبرون عن استيائهم من غياب التدخلات العاجلة، ويطالبون السلطات المعنية بالتحرك السريع لإيجاد حلول جذرية توقف تدفق المياه الملوثة، وتعيد للسد دوره البيئي الحيوي بعيدًا عن مشاهد التلوث والانزعاج المتواصل.