اتفاقية جديدة بين سلطات مليلية واللجنة الإسلامية لتدبير الخدمات الجنائزية بالمقبرة الإسلامية

ازري بريس : عبد السلام بلغربي
في خطوة تعكس التزام مدينة مليلية المحتلة بضمان التعدد الثقافي والديني وتعزيز العدالة في الولوج إلى الخدمات العمومية، وقّعت سلطات المدينة، يوم الثلاثاء، اتفاقية تعاون جديدة مع اللجنة الإسلامية بمليلية (CIM)، تهدف إلى تنظيم وتدبير الخدمات الجنائزية بالمقبرة الإسلامية، بمنحة مالية مباشرة بلغت 80.000 يورو.
الاتفاق، الذي وقّعه كل من دانييل فينتورا، مستشار البيئة والطبيعة بحكومة مليلية، وفريد عبد الله، رئيس اللجنة الإسلامية، يهدف إلى تقديم خدمات دفن تحترم التعاليم والطقوس الإسلامية، مع توفير إطار إنساني وقانوني يرافق العائلات في لحظات الحزن، من التكفين وأداء الشعائر، إلى الاستشارة والإرشاد الديني.
وينص الاتفاق على تولي اللجنة الإسلامية مهام متعددة، تشمل:
• التكفـين والدفن وفق الشريعة الإسلامية،
• صيانة ونظافة مرافق المقبرة ومسجدها،
• إدارة فتح وإغلاق المرافق،
• صيانة قاعة الطعام المخصصة للمناسبات الدينية،
• تقديم الدعم الديني والإداري لعائلات المتوفين،
• نقل الجثامين من مراكز الوفاة إلى المقبرة.
كما تشمل بنود الاتفاق استعداد اللجنة الإسلامية لتقديم دعم إضافي في حال الضغط الاستثنائي على الخدمات، كما حدث خلال فترات من جائحة كورونا، بما يضمن استمرارية الخدمات واحترام الخصوصية الدينية.
وبموجب هذه الاتفاقية، تتحمل اللجنة الإسلامية مسؤولية اختيار وتوظيف الطاقم المكلّف بتنفيذ المهام، دون أن تنشأ علاقة تعاقدية مباشرة مع السلطات المحلية. كما تلتزم اللجنة بتغطية كافة التكاليف المرتبطة بالخدمات، بما في ذلك التسيير، الصيانة، الاستشارة، والطقوس الدينية.
ويُعد هذا الاتفاق امتداداً لتعاون سابق تم توقيعه سنة 2024، ويكرّس رؤية واضحة لدى سلطات المدينة لاحترام الخصوصيات الدينية وتكريس مبدأ التعايش، في مدينة تُعرف بتعدد مكوناتها الثقافية والدينية، وبإرثها التاريخي العريق في التعايش السلمي.