وداع يليق بالأبطال: آيت سعيد تودّع ابنها البار كريم البنعيساتي

ازري بريس – عبّد السلام بلغربي
في مشهد مهيب اختلطت فيه الدموع بالدعاء، ودعت قبيلة آيت سعيد، اليوم الثلاثاء، واحدًا من أبنائها البررة، الشاب كريم البنعيساتي، الذي فارق الحياة غرقًا بشاطئ “سيدي بوسعيد” بعدما أنقذ فتاة كانت على وشك أن تبتلعها مياه البحر الهائج.
لم يكن مجرد وداع عادي، بل كان وداعًا لبطل، رسم في لحظاته الأخيرة معنى نقيًا للتضحية والشهامة. تحوّل الموكب الجنائزي إلى لحظة صمت تنطق بالعظمة، إذ مشى المئات خلف نعش الشاب، يتقدمهم أهله وأصدقاؤه وسكان القبيلة، في جنازة اتسمت بالحزن النبيل والخشوع، الكل يردد الدعاء ويترحم على روحه الطاهرة.
كريم، الشاب الذي لم يتردد لحظة في المخاطرة بحياته لإنقاذ فتاة لا يعرفها، رحل جسده، لكن اسمه سيظل محفورًا في ذاكرة الناس، وفي تاريخ قبيلته، كنموذج للرجولة والإيثار.
اللهم اغفر له وارحمه، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، وارزقه أجر الشهيد، فهو من ضحى بنفسه لإنقاذ روح. اللهم اجعل مصابه هذا في ميزان حسناته، وامنح أهله وذويه الصبر والسلوان، ولا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله يا أرحم الراحمين.