أخبار عامة

شواطئ إقليم الناظور تستقبل المصطافين في غياب التجهيزات الأساسية

ازري بريس – محمد بنعمر

مع بداية موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تعرف شواطئ إقليم الناظور، على غرار العديد من شواطئ المملكة، إقبالًا متزايدًا من المواطنين الباحثين عن متنفس طبيعي للهروب من حرارة المدن. إلا أن هذا الإقبال يقابله تأخر واضح في تجهيز هذه الفضاءات الساحلية، وسط تساؤلات حول جدية التدخلات المحلية والاستعداد المبكر لاستقبال الموسم الصيفي.

ورغم انطلاق فصل الاصطياف فعليًا، لا تزال أشغال التهيئة والتجهيز جارية في بعض الشواطئ التابعة للإقليم، حيث شرعت الجماعات المحلية مؤخرًا فقط في عمليات الحفر والتهيئة، في مشهد يعكس غياب التخطيط المسبق والاكتفاء بحلول ترقيعية في آخر لحظة.

ويواجه المصطافون، سواء المحليون أو القادمون من مناطق أخرى، مشكلات متكررة تتعلق أساسًا بغياب المرافق الصحية الضرورية، من مراحيض وحمامات، بالإضافة إلى النقص الحاد في أماكن مخصصة للتخلص من النفايات، ما يؤدي إلى مشاهد تراكم الأزبال وتشويه المنظر العام لهذه الفضاءات الطبيعية.

أما على مستوى السلامة، فتُسجل العديد من الشواطئ غيابًا شبه تام لفرق الإنقاذ، مع توفر عدد محدود فقط من حراس السباحة في بعض الشواطئ الكبرى، مقابل غياب سيارات الإسعاف ووسائل الإنقاذ الضرورية في الشواطئ الأقل شهرة، مما يزيد من مخاطر حوادث الغرق ويكشف غياب رؤية وطنية واضحة لتأمين فضاءات الاصطياف على المستوى الصحي والوقائي.

وتزداد معاناة المصطافين في الشواطئ البعيدة عن المراكز الحضرية، حيث تنعدم خدمات المطاعم والمقاهي وفضاءات الترفيه، ما يجعل تجربة الاصطياف ناقصة وغير مريحة، رغم المؤهلات الطبيعية المهمة التي تزخر بها سواحل إقليم الناظور.

هذا الواقع يطرح علامات استفهام كبيرة حول دور المجالس المحلية في تسيير هذه الفضاءات، وغياب المتابعة الصارمة من طرف السلطات المختصة لضمان توفير الحد الأدنى من الشروط الضرورية لقضاء عطلة صيفية آمنة ومريحة.

وفي ظل استمرار هذا الإهمال، يبقى المصطافون وحدهم من يتحمل تبعات سوء التدبير، في انتظار تحرك حقيقي يرقى إلى مستوى تطلعات الساكنة والزوار، خاصة أن شواطئ الناظور تعد من بين أجمل الشواطئ بالجهة الشرقية وتستحق عناية أفضل تليق بمكانتها الطبيعية والسياحية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى