وجدة تحتضن انطلاقة دراسة مشروع مخطط تدبير الشواطئ بجهة الشرق في إطار برنامج “شواطئ نظيفة”

ازري بريس – محمد بنعمر
احتضنت ولاية جهة الشرق – عمالة وجدة أنجاد، اجتماعًا موسعًا لإعطاء الانطلاقة الرسمية لدراسة مشروع مخطط استغلال وتدبير الشواطئ (PUGP) بجهة الشرق، وذلك في إطار البرنامج الوطني “شواطئ نظيفة” الذي تشرف عليه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة.
الاجتماع، الذي ترأسه والي جهة الشرق، السيد خطيب الهبيل، شهد حضور ممثلي السلطات الأمنية، والمصالح اللاممركزة، والجماعات الترابية، إضافة إلى أطر مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة. وقد شكل هذا اللقاء مناسبة لعرض الخطوط العريضة لهذا المشروع الطموح، الذي يروم تأهيل وتنمية وتنظيم شواطئ الجهة، والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمصطافين، مع تثمين المؤهلات الطبيعية والسياحية التي تزخر بها المنطقة.
وفي كلمته بالمناسبة، أبرز السيد الوالي الأهمية الاستراتيجية التي تحتلها الشواطئ في دعم الاقتصاد المحلي وجلب الاستثمارات السياحية، مشيرًا إلى ما تتمتع به جهة الشرق من واجهة بحرية تمتد لأزيد من 200 كيلومتر ضمن الساحل الوطني الذي يتجاوز طوله 3500 كيلومتر، داعيًا إلى تبني مقاربات فعالة ومندمجة لاستغلال هذا المورد الطبيعي والبيئي.
وأكد السيد الهبيل على ضرورة القيام بتشخيص ميداني دقيق لرصد مكامن القوة ونقاط الضعف، مشيرًا إلى أنه رغم المجهودات المبذولة في السنوات الأخيرة، إلا أن العديد من الشواطئ لا تزال تواجه تحديات مرتبطة بالتأهيل والتدبير، مما يتطلب اعتماد رؤية متكاملة تستجيب لحاجيات الجهة.
وقد قدم مكتب الدراسات المكلف بالمشروع عرضًا شاملاً حول منهجية العمل، والتي تعتمد على تشخيص تقني واقتصادي وبيئي وقانوني دقيق للشواطئ المستهدفة. وتمتد مدة هذه الدراسة على مدى ثلاثة أشهر، ستُتوَّج بإعداد مخطط استعمال وتدبير الشواطئ (PUGP)، حيث تم اختيار شاطئي السعيدية ورأس الماء كنموذجين أوليين لتنزيل هذا المشروع.
وشدد المشاركون على أهمية الاستفادة من الدراسات السابقة، وضرورة إدماج مقاربات حديثة تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات المجالية والحاجيات الفعلية، بهدف وضع تصور واقعي وعملي لتدبير الشواطئ وتحقيق تنمية مندمجة ومستدامة.
وفي ختام الاجتماع، دعا السيد الوالي جميع الفاعلين المعنيين إلى الانخراط الفعلي في إنجاح هذا الورش، من خلال توفير كل المعطيات والدراسات اللازمة لفائدة مكتب الدراسات، مشددًا على أن نجاح هذا المشروع سيساهم في إحداث فرص شغل جديدة، وتثمين الكفاءات المحلية، وتعزيز مكانة جهة الشرق كوجهة سياحية متميزة على ضفاف البحر الأبيض المتوسط.