اضطرابات جوية قوية تضرب الأطلس والجنوب الشرقي وتخلف خسائر مادية بزاكورة
ازري بريس – محمد بنعمرو
شهدت مناطق الأطلس وسفوحه الشرقية، إضافة إلى الجنوب الشرقي للمملكة، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، اضطرابات جوية شديدة تسببت في سيول جارفة وأضرار مادية كبيرة، خاصة بإقليم زاكورة الذي سُجلت فيه أقوى هذه الاضطرابات.
ووفق بلاغ صادر عن المديرية العامة للأرصاد الجوية، فإن هذه التقلبات المناخية ناتجة عن التقاء نظامين جويين رئيسيين: الأول منخفض جوي سطحي متمركز بشرق البلاد، تسبب في اندفاع رياح جنوبية شرقية محملة برطوبة مدارية نحو الجنوب الشرقي، والثاني منخفض علوي بارد متمركز بين شبه الجزيرة الإيبيرية وشمال المغرب، ما أدى إلى تعزيز حالة عدم الاستقرار في طبقات الجو العليا.
وأضاف المصدر ذاته أن الطبيعة الجغرافية الوعرة لمناطق الأطلس ساعدت على صعود كميات كبيرة من الهواء الرطب نحو الأعلى، مما أدى إلى تبرده السريع وتشكل سحب ركامية كثيفة وعواصف رعدية مصحوبة بأمطار غزيرة وتساقطات برد ورياح عاصفية قوية.
وأوضحت المديرية أن تساقط البرد الكثيف (التبروري) ناتج عن الانخفاض الكبير في درجات الحرارة بالطبقات الجوية العليا، إلى جانب حركية قوية للرياح الصاعدة والهابطة، مما زاد من حدة العواصف في هذه المناطق.
وحذرت الأرصاد الجوية من استمرار هذه الأجواء غير المستقرة خلال يوم الجمعة، حيث من المرتقب أن تشمل الزخات الرعدية مناطق واسعة من شرق البلاد، من بينها الأطلس المتوسط وشرق الريف والضفة المتوسطية الشمالية، بالإضافة إلى شمال الأطلس الكبير ومنحدراته الجنوبية الشرقية، مع احتمال تساقط برد وهبوب رياح قوية محليًا.
كما يتوقع أن تعرف بعض أقاليم الجنوب أمطارًا متفرقة خلال الليل، قد تصحبها زخات رعدية، بفعل استمرار تأثير الاضطراب الجوي على المنطقة، وفق ما نشرته المديرية على صفحتها الرسمية.
ومن المنتظر أن تتحسن الأجواء تدريجيًا ابتداء من يوم السبت، باستثناء بعض الزخات المتفرقة التي قد تستمر فوق مرتفعات الأطلس والمناطق الشرقية، فيما يُرتقب أن يكون الطقس دافئًا نسبيًا بالسهول الداخلية، والمنطقة الشرقية، والجنوب الشرقي، وداخل الأقاليم الجنوبية. كما ستتكون سحب منخفضة كثيفة نسبيًا على السهول الأطلسية الشمالية والريف والسواحل المتوسطية الغربية، مع احتمال نزول قطرات مطرية متفرقة.
وفي خضم هذه الظروف الجوية المتقلبة، دعت المديرية العامة للأرصاد الجوية المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر، وتفادي الاقتراب من الأودية والمناطق المنخفضة، تحسبًا لأي فيضانات مفاجئة، مؤكدة أهمية تتبع النشرات الرسمية واتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة.
