أخبار عامة

ملعب طنجة الكبير بين زينة الواجهة وتعثر الجوهر: ورش التأهيل يُراكم الشكوك قبل مواعيد الحسم

ازري بريس – محمد بنعمرو

فيما تُثبّت الفرق التقنية أمتارًا من القماش المشمع الشفاف على واجهة ملعب طنجة الكبير، تتبدى الصورة كأنها سباق مع الوقت لإتمام اللمسات الجمالية، بينما تظل المرافق الحيوية للملعب رهينة بطء وتفاوت في وتيرة الإنجاز، وسط صمت رسمي يكتفي بالمراقبة من بعيد.

القماش المُعلّق على الواجهة، والمصمم وفق تصور هندسي حديث يحاكي ملعب “أليانز فيلد” الأميركي، لا يُخفي القلق المتصاعد إزاء تأخر استكمال البنية التحتية الداخلية. فهو وإن أضفى على الملعب طابعًا بصريًا عصريًا، إلا أنه يثير سؤالًا أكبر حول ترتيب الأولويات: هل الغاية هي إبهار العين أم إقناع لجان التفتيش الدولية التي ستحكم على التفاصيل خلف الستار؟

الملعب، المقرر أن يلعب دورًا محوريًا في تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، لم يبلغ بعد العتبة التقنية التي تسمح بطمأنة الشركاء الدوليين. فالسقف المعدني لم يُستكمل، والمستودعات، قاعات الصحافة، فضاءات كبار الشخصيات، ومسالك الولوجيات لا تزال في طور التهيئة، بوتيرة لا تنسجم مع أهمية الورش ولا مع الرمزية التي يمثلها.

تصريحات والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، خلال أبريل الماضي، كانت بمثابة جرس إنذار. فتنبيهه العلني إلى “تراخي بعض الشركات بعد عطلة العيد” حمل دلالة واضحة على أن صبر المؤسسات بدأ ينفد، وأن لغة المجاملة لم تعد ممكنة في سياق ورش وطني بحجم التحدي القاري والعالمي.

وعلى الرغم من تعزيز طواقم العمل ورفع نسق الاشتغال الخارجي، إلا أن غياب أي إعلان رسمي عن سقف زمني جديد لإنهاء الأشغال يعمّق الغموض. محيط الملعب اليوم يرسم مفارقة بصرية لافتة: واجهة شفافة متقنة التركيب، تقف أمام مرافق داخلية متعثرة لا تراها العين، لكنها لا تغيب عن تقارير المفتشين.

هذا التباين يُعيد طرح السؤال المركزي: هل نحن أمام تأهيل يستند إلى جدولة وظيفية صارمة أم إلى وهم التجميل البصري؟ في غياب أجندة دقيقة ومعلنة، يظل الأمل معقودًا على التزام واضح يُنهي زمن الواجهة ويُعيد الاعتبار للجوهر… لأن لحظة الاستحقاق لن تعترف بالطلاء الخارجي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى