أخبار عامة

موقع “المزمة” الأثري بالحسيمة بين الإهمال والتطلعات التنموية:

ازري بريس – محمد بنعمر

دعا النائب البرلماني عن دائرة الحسيمة، عبد الحق أمغار، إلى ضرورة تأهيل وتثمين الموقع الأثري “المزمة”، بجماعة أجدير، بما يعكس قيمته التاريخية والحضارية، وذلك من خلال سؤال كتابي وجهه إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل، طالب فيه بالكشف عن رؤية الوزارة ومخططاتها المستقبلية تجاه هذا المعلم الذي يعد من أبرز المآثر بالريف الشمالي للمغرب.

ويعتبر موقع “المزمة”، الذي يقع على بعد حوالي 11 كيلومترًا شرق مدينة الحسيمة، من الشواهد المعمارية النادرة في المنطقة، إذ يعود تأسيسه حسب معطيات أثرية إلى القرنين التاسع أو العاشر الميلادي، متصلًا بظهور إمارة بني صالح (النكور)، كأول كيان سياسي إسلامي مستقل في شمال البلاد.

يمتد هذا الموقع التاريخي على مساحة تقارب 9 هكتارات في موقع طبيعي استثنائي يطل على شاطئ الصفيحة، ما يضاعف من قيمته الإيكولوجية والسياحية، ويجعله مرشحًا ليكون مركزًا للسياحة الثقافية والتاريخية ومجالًا للاستثمار في الذاكرة الجماعية.

ورغم بعض الأشغال المحدودة التي شملته ضمن برنامج “الحسيمة منارة المتوسط”، إلا أن النائب أمغار أكد أن الجهود المبذولة لا تزال دون المستوى المطلوب، ولا تعكس الإمكانات الهائلة التي يتيحها الموقع سواء على المستوى السياحي أو الاقتصادي أو البيئي.

وشدد أمغار على أن التأهيل الحقيقي لموقع “المزمة” يمر عبر فتحه أمام الزوار، وتوفير البنيات التحتية الأساسية من مراكز استقبال وتوجيه، فضاءات للعرض والتكوين، ومسارات للزيارة الثقافية المنظمة، إضافة إلى خلق فرص عمل لفائدة شباب المنطقة في مجالات السياحة التراثية والخدمات الثقافية، وهو ما سيساهم في تحقيق تنمية مجالية مستدامة قائمة على تثمين الإرث المحلي.

وفي ختام سؤاله، طالب النائب بالكشف عن التدابير الفعلية التي تعتزم وزارة الثقافة اتخاذها لتأهيل الموقع، والإستراتيجية التي يمكن أن تُحوّله إلى رافعة تنموية وسياحية تحفظ الذاكرة وتنعش الاقتصاد المحلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى